اليوم الوطني لبلادنا هو يوم تاريخي، يقف شاهدا على الملحمة والبطولة، وبعد النظر، وعلو الهمة، عند القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي قاد تلك الملحمة لتأسيس وبناء دولة قوية متقدمة تأخذ بأسباب النمو والتقدم والعلم والمعرفة، وتقوم على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو ما تحقق له – بفضل الله – وبقوة العزيمة والإصرار يوم إعلان توحيد هذه البلاد تحت راية – لا إله إلا الله محمد رسول الله – في السابع عشر من جمادى الأولى من العام 1351ه وإعلان تأسيس المملكة العربية السعودية في 21/6/1351ه الموافق 23/9/1932م. ومنذ ذلك اليوم المجيد ، حققت المملكة العديد من الإنجازات في مختلف المجالات والبنيات التحتية للدولة ، فحظي قطاع التعليم باهتمام كبير في كافة مراحله وذلك ايمانا من قيادتنا الرشيدة بدوره الحيوي في البناء الحضاري للدولة والأمة . كما حققت بلادنا العزيزة انجازات مشهودة في مجالات الرعاية الصحية فأنشأت المستشفيات والمراكز الصحية في كل مناطق ومدن وقرى المملكة ، كما أنشأت الطرق وخطوط المواصلات والاتصالات البرية والبحرية والجوية والموانئ والمطارات؛ بغرض ربط مدن المملكة ببعضها ، وربط المملكة بالعالم الخارجي مما أسهم بشكل كبير في تطور المملكة وتقدمها وازدهارها وفق رؤية تنموية متوازنة راعت ظروف كل منطقة واحتياجاتها وطبيعتها الجغرافية. فسعت حكومتنا الرشيدة نحو تنفيذ المشروعات العملاقة التي تضمنتها خطط التنمية والتي وضعتها الدولة لبناء قاعدة اقتصادية تقوم على تنويع مصادر الدخل وتخفيف الاعتماد على عائدات البترول كمصدر وحيد للدخل فعملت على تعزيز قدراتها في المجالات الانتاجية الأخرى كالصناعة التي أصبحت تسهم بقدر كبير في دعم الاقتصاد الوطني ، والزراعة التي تمثل العنصر الأهم لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة، فأنشأت لهذا القرض العديد من صناديق الاقراض مثل: الصندوق السعودي للتنمية ، وصندوق التنمية الصناعية ، وصندوق التنمية الزراعية وغيرها من الآليات التي حققت أهدافها بقدر كبير من النجاح الذي أصبح واقعا ملموسا، مما ساعد على تحقيق المملكة اكتفاء ذاتيا في العديد من السلع والمنتجات الغذائية والصناعات الأساسية التي تدعم إنشاء البنية التحتية كالحديد والأسمنت وغيرها من الصناعات المتقدمة والمتطورة حيث ارتفع عدد المصانع العاملة من 472 مصنعا في عام 1975م إلى 5043 مصنعا في نهاية عام 2011م ، وارتفع رأس المال المستثمر في الصناعة من نحو 10 بلايين ريال في العام 1975م ليبلغ نحو 507 بلايين ريال بنهاية عام 2011م وهي مؤشرات تعكس بوضوح ما حققته المملكة من إنجازات ونمو في القطاع الصناعي. ولعل صناعة الطيران حظيت باهتمام كبير من جانب الدولة من خلال تبنيها لاستراتيجية برنامج التوازن الاقتصادي الذي تمثل شركة السلام للطائرات واحدة من أبرز شركاته ، حيث أنيط بها النهوض بصناعة الطيران بالمملكة. وبفضل دعم القيادة الرشيدة وسياساتها الحكيمة أصبحت «السلام للطائرات» ركيزة أساسية في سد احتياجات المملكة في مجال عمرة وتحديث وتطوير الطائرات المدنية والعسكرية، والدخول إلى مراحل تصنيع بعض مكونات وقطع غيار الطائرات. إن مواطن المملكة العربية السعودية ظل يمثل حجر الزاوية في سياسات وخطط المملكة التنموية المتعاقبة ، فحرصت الدولة على إنشاء صناديق الإقراض للمواطنين الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة مثل: صندوق المئوية ، والبنك السعودي للتسليف والادخار، وبرنامج كفالة تمويل المنشآت المتوسطة والصغيرة ، وبرنامج ريادة الأعمال، وغيرها من صناديق التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي أسهمت بقوة في تشجيع الشباب والمواطنين نحو استثمار أفكارهم وتنمية مواردهم الذاتية. إن ذكرى يومنا الوطني تضع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على هذه المنجزات والمكتسبات والعمل على تنميتها وتطويرها، وترسيخ ذكرى هذا اليوم وما تحقق لبلادنا من مكتسبات في نفوس الأجيال القادمة. * الرئيس التنفيذي – شركة السلام للطائرات