أصبح اليوم الوطني للمملكة في خاطر الشعب السعودي مناسبة عظيمة يعيد به تلك الذكريات الجميلة التى تتلألأ بها سماء بلادنا، ولا سيما أن (البطولات) و(الانتصارات) التي حفل بها الوطن العزيز سطرها التاريخ بأحرف من نور!! لقد كان الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وهو يعبر المسافات الطويلة من أجل توحيد هذا الكيان الشامخ، صاحب نظرة ثاقبة وحنكة سياسية، خصوصا أنه قام ببناء هذا الوطن العزيز على أعمدة شعارها راية (التوحيد)، فبرزت حنكته وكياسته من خلال جمع الشتات ولم الشمل لبلاد ظل يمزقها التناحر والتمزق سنين طويلة، فتوحدت الصفوف، وتآلفت القلوب، وسار أبناؤه من بعده على نفس الدروب، وصنعوا المزيد من الانتصارات. فى ذلك اليوم الراسخ في أذهان الشعب السعودي من عام 1351ه، والذي سطعت فيه شمس (الحرية) في سماء البلاد، انطلق هذا الوطن نحو رحاب فسيحة من التعاضد، حيث عم (الأمن) في كل ربوعه، فرحل عنها (الوجل)، فتحولت بلادنا بفضل الله تعالى من الخمول و(الركود) إلي شعلة من النشاط، ورحل عنها (الجوع)، وانتشر (الرخاء) وما زالت هذه المصابيح ترسل ضياءها في العديد من المجالات التنموية. أصبحت بلادنا بفضل هذه الجهود في مصاف الدول المتقدمة، فهى اليوم ترفل في ثوب من الخدمات التعليمية، والصحية، والاجتماعية، والفكرية والثقافية، ناهيك عن ظلال (الأمن) الوارفة. وإذا كانت ظلال (الأمن) في بلادنا قد انتشرت بفضل المولى عز وجل ثم بفضل هذه الكياسة من قيادتنا، فإن الشعب السعودي الذي جبل على الطيبة ونقاء السريرة له أيضا دور كبير في رسم معالم الطمأنينة على هذه الأرض، وهو مع هذا القدر الكبير من النقاء يتمتع أيضا بالهرولة لإغداق المساعدات للمحتاجين، ما جعل الآخرين يضعونه في حدقات العيون. حري بنا، ونحن نستفيء بهذه الظلال الوارفة من (الأمن) و(الطمأنينة)، وبهذه الخدمات الكثيرة في كل الأصعدة والمجالات الخدمية، أن نشكر الله تعالى، ثم نشكر قادتنا على هذه الجهود، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يسكن من فقدناهم منهم في جنات الفردوس. عبدالله بن ساعد الشريف