بمناسبة اليوم الوطني، أكتب هذا العنوان لهذه الكلمات المتواضعة؛ لتعبر عن حبي لوطني ومواطنتي، مزكيا ذلك بمبادئ رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية الديمقراطيين، منذ الرئيس الراحل جون كيندي، وصولا للرئيس الحالي باراك حسين أوباما. العنوان هو كلمة CITIZENSHIP، أي سيتيزنشب، وتعني المواطنة، فقد ذكرها الرئيس جون كنيدي في كلمته التي ألقاها بمناسبة انتخابه رئيسا لبلده في يناير 1961م، فقد خلدت مقولته الشهيرة لمعنى المواطنة منذ ذلك التاريخ، حين خاطب شعبه وقال: «لا تسألوا ماذا تفعل لكم أمريكا، بل اسألوا ماذا تفعلون أنتم لأمريكا. والآن ينادينا البوق مرة أخرى دعوة لتحمل عبء كفاح طويل مستمر كل عام منذ أمد بعيد، مبتهجين بالأمل، صبورين في المحن. إنه نضال في مواجهة أعداء البشرية المشتركين، وهم: الطغيان والفقر والمرض والحرب ذاتها. هل بمقدورنا أن نشكل ضد هؤلاء الأعداء تحالفا عالميا هائلا، في الشمال والجنوب، والشرق والغرب، من شأنه، ضمان حياة أكثر إثمارا للبشرية جمعاء؟ وهل ستشاركون في هذا المسعى التاريخي؟. وهكذا، إخواني الأمريكيين: لا تسألوا عما يستطيع بلدكم أن يحققه لكم، لكن اسألوا أنفسكم عما يمكنكم فعله لبلدكم».. هذه كانت كلمات الرئيس جون كنيدي لشعبه عن المواطنة والوطن. كل إنسان ينتمي إلى بقعة جغرافية محددة بحدود معلومة، تسمى الوطن، وهذا الانتماء يسمى المواطنة. والمواطنة، في الأغلب، مواطنة فطرية قسرية، واقتصادية وأمنية وثقافية وصار انتماؤهم لها، كمواطنين سعوديين أو بريطانيين أو فرنسيين أو أمريكيين مثلا. إن الإنسان مفطور على الولاء للكيان الصغير أو الكبير الذي يجد ذاته فيه، ويجد فيه مصالحه الذاتية. فالفرد في إطار الأسرة، لديه انتماء فطري، أي وجد نفسه قد سمي باسم معين ليس له فيه خيار ، ووجد أن له أبا وأما ليس له فيهما خيار، ومع ذلك، فإنه يقبل الاسم والانتساب للأبوين. ولكن هذا الانتساب يتحول إلى بر وانتماء وحب ووفاء لما وجد مصلحته الذاتية تتحقق من جراء هذا الانتساب، ووجد فيه الدفء والحب والحنان للوطن والمواطنة. أما الرئيس باراك حسين أوباما، فقد ذكر كلمة سيتيزنشب، أي المواطنة، في خطبته للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي ضمن حملته لإعادة انتخابه لفترة ثانية رئيسا للبيت الأبيض، وأوضح في كلمته قائلا: «أطلب منكم أن تختاروا هذا المستقبل. أطلب منكم أن تلتفوا حول مجموعة أهداف من أجل بلدنا للقطاع الصناعي والطاقة والتعليم والأمن القومي والعجز الاقتصادي هو مشروع حقيقي في متناول يدنا، وبكم سوف نعمل سويا لإيجاد وظائف جديدة ولمزيد من الخيارات، وسوف نبني هذا الاقتصاد على قاعدة أكثر صلابة». وقال أيضا: «هذا ما يمكننا أن نصنعه في السنوات الأربع المقبلة، والمواطنة هي السبب الذي أنا من أجله مرشح نفسي لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة». حينما نطالع التاريخ الإنساني للشعوب والمجتمعات، نجد في صميم ثقافتها وآدابها مساحة واسعة عبرت من خلالها تلك الشعوب والمجتمعات عن حبها وعشقها لبلدانها وأوطانها، وعن تعلقهم بتراب الأرض الذي نشأوا منه وتربوا فيه، وكانت العرب إذا سافرت حملت معها من تربة أرضها ما تستنشق ريحه. أسأل الله أن يجعلنا مواطنين نقنع بوطننا، حيث قال ابن عباس: لو قنع الناس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم لما اشتكى أحد الرزق. للتواصل فاكس 6079343