حذر عضو في لجنة المناصحة، من الانتساب إلى «جماعات دعوية» موجودة في السعودية، والتي اعتبرها «من أهم المشكلات التي نواجهها في البلد». واستغرب عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الشيخ الدكتور عبدالله الجربوع، في محاضرة «شبهات حول الانتماء والمواطنة والرد عليها»، ألقاها أمام 300 إمام وخطيب في المنطقة الشرقية، من أن تلك الجماعات «تفد إلى بلد لديه دعوة واضحة تقوم عليها». ولم يحدد الجربوع تلك الجماعات، وماهيتها، مكتفياً بالقول: «إنها مستوردة من الهند وباكستان، ووفدت إلينا من جماعات خرّبوا في بلادهم، فجاءت إلينا وقسمتنا». وأبان في المحاضرة، التي تأتي ضمن دورة «فقه الانتماء والمواطنة»، التي تنظمها جائزة «الأمير محمد بن فهد للدعوة والمساجد»، أن تلك الجماعات «أساءت الظنون في ولاة الأمر». وتحدى أعضاءها ب«الكشف عن انتمائهم أمام المواطنين»، مشيراً إلى أنها «جماعات سرية لا تجهر بنفسها». وأبان أن العمل في الدعوة «لا يُلزم الانتساب إلى جماعة»، مؤكداً على «إتباع أهل السنة وليس إتباع جماعة معينة». وأكد أن السعودية «تواجه عدداً من الشبهات الفكرية، أهمها ظن البعض، أن حب الوطن يتعارض مع حب الدين والنبي». واعتبر ذلك «خلطاً بين الحب الفطري والديني». وأضاف أن «حب الوطن فطري، وهو ما جبل عليه الإنسان»، مستشهداً بحب النبي إلى المدينةالمنورة والأنصار. وأشار إلى أن السعودية تتميز بعدد من الخصائص والتي «تعزز الولاء والانتماء إليها، منها تأسيسها وفق مبادئ الإسلام، وتطبيق الحكم الشرعي في القضاء، وتأسيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيام التعليم على المنهج السليم، وصيانة المرأة وحشمتها، والعناية في المساجد، وإكرام العلماء، والعناية في الدعوة في الداخل والخارج، والمحافظة على الأمن». واعتبر حب الوطن «واجباً، وفرض عين على كل مواطن، لاعتبارات دينية، كما أنه شعبة من شعب الإيمان، كحب مكةوالمدينة». وأبان أن عدداً من وسائل الإعلام «تمارس التضليل على المواطنين، بإطلاق أحكام عامة على الدول العربية، مع اختلاف منشأها»، واصفاً تصرفاتها بأنه «مكر وخبث، ليشعر بذلك كل مواطن سعودي بأنها مثل بقية الدول العربية». وطالب ب« نشر الوعي بخصائص المملكة، لإيقاف مثل هذه الشبهة، وإيضاح أنها دولة قائمة على اعتبارات شرعية». وذكر أن هناك من يروج إلى شبهة «الحرية الفكرية والفردية، وأن السعودية دولة غير ديمقراطية»، ووصفها بأنها «شبهة فاسدة». وطالب ب«بتضافر الجهود للكشف عن هذه المبادئ الجاهلية المزخرفة، وتسليط الضوء على أثر تطبيق الشريعة على المجتمع». كما حذر من «تخاذل المواطن من القيام بواجبه، بسبب كثرة المخالفات الشرعية، أو إلقاء المسؤولية على العلماء والدولة». بدوره، حدد وكيل الرئيس العام لهيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الدكتور إبراهيم الهويمل، في محاضرة «مقتضيات ولوازم الانتماء والمواطنة»، المهام التي يجب على الفرد القيام بها، منها «طاعة ولي الأمر بالمعروف، وتغليب المصالح العامة على الخاصة، وجمع الكلمة، والبعد عن كل ما يضر في البلد من الغلو، واحترام التشريعات والنظم في جوانب الحياة، والمرجعية الشرعية والتعليمية، ودعم الأعمال والبرامج الخيرية، ورعاية المصالح والمفاسد بالقول والعمل».