اليوم يحتفل أهل الوطن بمرور اثنين وثمانين عاما على يوم التأسيس الذي قامت عليه قواعد البناء وانطلقت مسيرة النماء والإنتاج، واتسعت فيه دوائر العلم والصناعة وارتبطت أطراف الوطن بشبكة من الطرق العملاقة وتقاربت المسافات وزادت الصلات. في هذا اليوم يشارك الصناعيون في بهجة الوطن تقديرا منهم للدعم السخي وللإنجازات الكبرى التي نفذتها هذه الدولة الرشيدة، لقد شهد قطاع الصناعة خطوات وقفزات متتالية قامت فيها الصناعات الكبرى وبنيت المدن وتأسست البنى التحتية التي مكنت الصناعة من التطور والتقدم، حتى أصبح «صنع في السعودية» شعارا مميزا يفتح الأسواق العالمية أمام منتجات الوطن. وتبنت الدولة تشجيع الاستثمار الصناعي ودفع القطاع الخاص إلى الدخول في شراكات مع أصحاب الخبرة الصناعية والتسويقية من أجل ترسيخ أقدام الصناعة السعودية ومساعدتهم على المنافسة القائمة على الجودة. وفي هذا العهد الزاهر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، ويسانده رجل الدولة المحنك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تعيش الصناعة أزهى مراحلها حيث تشهد المزيد من التشجيع وفتح الأبواب أمامها واتساع المدن الصناعية وبناء علاقات مع مؤسسات التمويل في إطار تشجيع الصادرات، وكلها إنجازات يقدرها رجال الأعمال ويدركون قيمتها وأثرها على نشاطاتهم. وفي هذا اليوم الذي نحتفل فيه بالإنجازات الكبرى ماتزال الطموحات تدفعنا إلى التطلع إلى الأمام من أجل المزيد من القوة والقدرة على المنافسة، إن الصناعة في بلادنا الحبيبة ماتزال تحتاج إلى زيادة مساحة الأراضي المخصصة للمدن الصناعية مكتملة بالبنية التحتية حتى تستطيع مواكبة متطلبات المرحلة، حيث تدخل الصناعات السعودية الأسواق الخارجية وتواجه في الدخل الصناعات الآتية من شتى أنحاء العالم.. وتحتاج المدن القائمة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات فيها حتى لا تعيق ما تشهده الصناعة من تطور. كما تحتاج الصناعة إلى تطبيق الحكومة الإلكترونية بدلا من الإجراءات الورقية كسبا للوقت واختصارا للجهود. إن ما أنجز يؤكد أننا على الطريق الصحيح وأن صناعتنا تشهد تطورا مقدرا يعرفه أصحاب الاختصاص، ولهذا نحن فخورون بما أنجز ونتطلع إلى المزيد.