تضج مواقع الإنترنت بالأخبار الملفقة والتشويهات والاتهامات للأمكنة والأشخاص، ولا تتورع هذه المواقع عن إطلاق أي تهمة مهما بلغت من الانحدار والتجني. وبسبب هذه التهم والإشاعات غدت كثير من الشخصيات العامة مشوهة في ذهنية الناس، والإشاعة والتشويهات لم تقف عند الشخصيات، بل تجاوزتها لتحل بالأماكن، والتي شن عليها هجوم، وتوزيع تهم حتى غدت تلك الإشاعات ساكنة في ذهنية الناس كحقائق، ولا أعرف لماذا تستهدف منطقة مكةوالمدينةالمنورة تحديدا. ولم ننتهِ من تنقية سمعة مدينة جدة مما لحق بها، حيث حاولت مجموعات (عبر النت) من إلحاق نعتها بأنها مدينة فاسقة يحدث بها ما لا يحدث في العالم، وتطورت التهمة إلى أن وصل الأمر حد اتهامها بأنها مركز لتصدير الإلحاد، وكانت هجمة مركزة أوشكت على الإتيان بثمار، لولا تصدي محبي هذه المدينة في المنافحة ضد ما يقال عنها، ثم تلا ذلك قول حق صدر من بعض العلماء كنفي لما تعرضت له مدينة جدة. والمتابع الحصيف يلحظ أن هناك مبادرات حثيثة لتشويه أقدس مدينتين وهما (مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) بإلحاق تهم مختلفة، وفي البدء كانت تهما أخلاقية، ثم نقل نفس الفكرة التي علقت على سمعة مدينة جدة بخبر ذهب إلى أن شابا يسير بسيارته ومدونا على زجاجها الخلفي عبارات شركية إلحادية، وقد نسب إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها قامت بالقبض على هذا الشاب والتحقيق معه، ولولا النفي الذي أصدرته الهيئة لبقي الخبر دائرا بين الناس، ليضاف إلى الكم المهول من تلك الأخبار المستهدفة لمدينتي مكةوالمدينة. وقد تبدو المسألة بريئة في ظاهرها، إلا أن بالإمكان قراءة تلاحق هذه الأخبار وتركيزها على مدن معينة قراءة تؤكد أن تلك الأخبار ما هي إلا حامل رسالة تستهدف إثارة حفائظ الناس، وحثهم على النهوض من أجل قداسة المدينتين، وهو هدف سياسي مبطن لفئة ما تسعى إلى إثارة روح الحمية والغضبة وتحريكهما ميدانيا قبل أن يكون خشية وغيرة. ولهذا، يجب علينا جميعا التنبه لما يصل إلينا من أخبار وعدم إشاعتها؛ لأن أغلبها عارٍ من الحقيقة. وللأسف، نجد هذه الأخبار تزورنا على جوالاتنا أو على إيميلاتنا، مع توصية (انشر تؤجر)، في حين أن النشر لمثل هذه الأخبار المغلوطة والمفبركة يسعى لتحقيق أهداف مرسلها الأول، ونتعامل معها بغيرة المسلم، فنقوم بإشاعة الكذبة لتصبح محركة للفتنة أو البغضاء. وللأسف، أيضا، هناك بعض الأحداث قد تحدث في المدينتين المقدستين ويتعامل معها رجال الهيئة ويباشرونها وتنشر في الصحف، إلا أن تضخيم ما ينشر يأتي تاليا لما نشر، فلو تم حجب كل ما له علاقة بهاتين المدينتين، فإننا نحافظ على نصاعة وسمعة أماكننا المقدسة، بدلا من نشر خبر (لا يقدم ولا يؤخر)، وهو رجاء أحمله كتوصية (للمرة الثانية)، فقد تم إيصاله لبعض مسؤولي رجال الهيئة؛ لكنه لم يفعل إلى الآن. وكما نصون بيوتنا من أن تحوم حولها الإشاعات والتهم، فليتنا نصون مكةوالمدينة مما يحوم حولهما من كذب وبهتان.. هو رجاء وأعتقد أن الكثيرين يتقدمون به للإعلام وللهيئة، بأن يكفوا عن نشر الجرائم الأخلاقية أو أعمال السحر والشعوذة عن هاتين المدينتين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة