من المعروف أن الأطفال عادة يحبون الحيوانات ويتعلقون بها ويصادقونها فهم يحبون اللعب مع القطط وتعجبهم الكلاب والطيور والأرانب وغيرها، وهم متى تعلقوا ببعضها ارتبطوا به ارتباطا صادقا يجعلهم يقعون في الاكتئاب والحزن البالغ متى وقع ما يفصل بينهم وبين الحيوان الذي أحبوه وصادقوه. في الواقع، هذا التعلق ليس شأن الصغار فقط فبين الكبار أيضا من يتعلق بحيوان يصادقه ويقربه من ذاته حتى ليصير جزءا من حياته، ومتى غادره بالموت أسف عليه وحزن لفراقه وبكى لفقده وإن كان شاعرا رثاه بدمع سخين رثاء الحبيب للحبيب. في كتب الأدب العربية ينعكس التعلق بالحيوان بصورة ممزوجة بالفكاهة وكأن الاعتراف بالتعلق بالحيوان فيه منقصة لصاحبه فيمتزج غالبا الحديث عنه بشيء من الدعابة، ربما هربا من أن يظن أحد الجد في مشاعر التعلق العاطفي بحيوان!. ومما ترويه تلك الكتب أنه كان لزبيدة زوجة هارون الرشيد قرد تحبه يسليها وتأنس به، فلما قضى عليه الموت كتب إليها أبو هارون العبدي يعزيها برسالة حرص أن يضمن كلماتها إحساسه بألمها لفقد القرد وفي الوقت نفسه تحوطه من أن تنتقده أو تعتب عليه لمبادرته لها بالتعزية في (قرد) يقول: «إن موقع الخطب بذهاب الصغير المعجب كموقع السرور بنيل الكثير المفرح، ومن جهل قدر التعزية عن التافه الخفي عمي عن التهنئة بالجليل السني، فلا نقصك الله الزائد في سرورك ولا حرمك الله أجر الذاهب من صغيرك» . حكايات البكاء على الحيوانات كثيرة والفزع لفقد حيوان صديق هو مما يتردد ذكره على ألسنة مصادقي الحيوانات، هناك من بكى فرسه أو قطه أو عنزته أو شاته أو حماره، فالتعلق بالحيوان ليس شرطا فيه الجمال أو النفع وإنما هو شعور ينبت في القلب فلا يملك صاحبه ردا له!!. من أشهر مراثي الحيوان مرثية ابن العلاف لهره وقد كانت سببا في شهرته ليس لجمالها وإنما لما قيل عن رمزيتها السياسية، فابن خلكان يقول عنها إن ابن العلاف كان يريد بها رثاء عبدالله بن المعتز الذي قتل على يد المقتدر ومطلعها : يا هر فارقتنا ولم تعد ،، وكنت منا بمنزل الولد فكيف ننفك عن هواك وقد كنت لنا عدة من العدد وقد عارضها الوزير ابن العميد بقصيدة لامية يقول فيها: ياهر فارقتنا مفارقة،، عمت جميع النفوس بالثكل لو كان بالحادثات لي قبل،، إذن أتاك الصريخ من قبلي أما أبو الحسن التهامي فقد بلغ من تعلقه بقطه أنه رأى من حسناته أنه كان مؤنسا له في وحدته متى غابت عنه الحبيبة، لذلك لما مات قطه بكاه بدمع سخين: ولما طواك البين واجتاحك الردى،، بكيناك ما لم نبكِ قط على قِط لقد كنت أنسي في الفراش ووحدتي،، إذا بعدت ذات الوشاحين والقرط. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة