مشهد طوابير المواطنين في أشياب مياه ينبع، يكاد يتكرر على مدار الأسبوع، إلا أن وتيرته تتزايد عندما يحل الصيف، حينها تتضاعف معاناة الأهالي، وسط صمت مسؤولي المياه في المدينةالمنورة ومحافظة ينبع، لما يتعرض له المواطنون في هذا الخصوص، في الوقت الذي تبخرت فيه وعود وزير المياه في آخر زيارة له للمحافظة عندما تعهد بالقضاء على شح المياه في المنطقة.. فيما كشفت جولة ل «عكاظ»، داخل أشياب ينبع عن افتقاره إلى أماكن الجلوس والانتظار والتكييف، حيث يبقى المواطن تحت حرارة الشمس الحارقة، رغم الأجواء الحارة التي تشهدها المحافظة. وطالب الأهالي بتطبيق المثل القائل الأقربون أولى بالمعروف، وكذلك المثل القائل الزاد الذي لا يكفي أهل الدار يحرم على الجيران، يقال ذلك عندما يشاهدون المياه تصل لمناطق ومحافظات في المدينةالمنورة، وهي أبعد مسافة من ينبع، وأن مصدر تلك المياه تحلية ينبع، التي لا تبعد عنهم سوى 20 كيلو مترا، مؤكدين أن التلاعب في الكميات السبب الرئيسي وراء النقص، بينما يشكل هدر المياه في ينبع بسبب كسر شبكات المياه معاناة أخرى للسكان. غياب التجهيزات كما طالبوا بتهيئة المكان المناسب للانتظار وعدم التلاعب في التوزيع الذي ألحق الضرر بالكثير من السكان، بينما يتم إغلاق أشياب المياه عند الواحدة ظهرا مما تسبب في معاناة أخرى لمن يتعرضون لانقطاع المياه بعد الظهر أو ليلا، حيث يعجزون في الحصول على وايت ماء ويتجهون لمحلات بيع المياه المحلاة لشراء المياه. هدر المياه واعتبر محمد الجهني وعلي الحربي، أن هناك كميات كبيرة من المياه تتعرض للهدر في الشوارع والأحياء السكنية، بسبب انكسار المواسير، والتي تشكل معاناة للمواطنين وبعض الأحياء السكنية، والتي لا زالت تئن من العطش، بينما الشوارع ترتوي من المياه، مبينين أن ذلك يحدث في الكثير من شوارع ينبع، في الأربعين وطريق شرم ينبع، وأحياء أخرى، وأضافا «مع ذلك لا زالت الصيانة غائبة والأهالي يتحدثون عن تلاعب في كميات المياه». تعثر المشاريع ويقول ناصر القحطاني، إن المتتبع لشوارع محافظة ينبع، يكتشف أن المشاريع المتعثرة لوزارة المياه، لا زالت تغلق العديد من الشوارع، متسببة في عرقلة الحركة، دون الانتهاء من تلك المشاريع، والتي لا زالت بعيدة عن الرقابة من قبل جهات الاختصاص، ما عرقل الكثير من المشاريع البلدية الأخرى، والتي لا زالت متوقفة على الانتهاء من هذه المشاريع المتعثرة، ولعل مشروع الري التابع لبلدية المحافظة أحد المشاريع المتوقفة بذات السبب، ما جعل شوارع ينبع صحارى تفتقد للمسطحات الخضراء، إلا من بعض المساحات الصغيرة؛ وطالب القحطاني بسرعة الانتهاء من تلك المشاريع خدمة للمحافظة. أحياء منسية ويؤكد علي الصعيدي، أن عددا كبيرا من أحياء ينبع السكنية، لا زالت محرومة من شبكات المياه، ومع ذلك لا يكون لسكانها الأولوية في توزيع المياه، وأضاف «لعل مخطط القحطاني من أبرز تلك المخططات التي لا زالت تعاني من العطش، وفي انتظار تكرم مياه منطقة المدينةالمنورة وينبع بإيصال المشاريع لها». فيما يؤكد أبو عبدالله، أن التوجيهات الصادرة من الجهات العليا بتوفير المياه للمنطقة باستمرار، إلا أنهم لا زالوا ينتظرون فرع المياه، للتبرع لهم بوايتات تروي عطشهم وتنهي معاناتهم. نقص الكميات وأرجع مدير فرع المياه في محافظة ينبع المهندس مروان السيد، في حديثه ل «عكاظ» في وقت سابق، أن السبب في نقص المياه يعود لنقص في الكميات المخصصة، حيث إن الكمية المخصصة للمحافظة 55 ألف متر مربع، ولكن في ظل وجود بعض الضغط على الكميات نسبة لزيادة عدد السكان، تتقلص الكميات، فيحدث ذلك النقص، مؤكدا أنه تم الرفع للمديرية في المدينةالمنورة، بضرورة زيادة الكميات إلى 70 ألف متر، حتى تتواكب مع الأعداد السكانية وزوار المحافظة.