شارع التحلية الشهير «الفخم» وسط جدة، بين أحيائه أصبح للعشوائية مكان على جانبيه، حي العزيزية يجاور أرقى شوارع عروس البحر الأحمر. اكتشف محرر «عكاظ»، أمورا غريبة، والأغرب من ذلك، مشاهدة منازل عشوائية متناثرة ذات حجم صغير مبنية من الأسمنت والطوب فقط وسط العمائر الشاهقة على النمط الحديث ذات الأدوار المتعددة، تديرها عمالة وافدة بأعداد كبيرة، تدخل وتخرج مع بوابات حديدية خارجية لهذه المنازل العشوائية. تدار تلك المنازل بواسطة عمالة، تم تحويلها إلى ورش ومصانع كبيرة الحجم مليئة بعشرات من العمال المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، البعض منها ورش «حدادة» والبعض منها محلات «خطاطين» للوحات الإعلانية والبعض منها «مصانع جبس» والبعض منها ورش «المونيوم». وتوقع عمال في منزل تحول لورشة حدادة أن محرر «عكاظ» مراقب في البلدية، وبادرهم بالسؤال عن التصريح؟ وأكد العمال أنهم حولوا المنزل تحت اسم، تحتفظ «عكاظ» به، مشيرين إلى أنهم لم يعملوا منذ فترة طويلة. تصدير البضاعة وأشار علي شيراز إلى أنهم استأجروا المنزل مقابل 1000 ريال شهريا، مبينا أنهم يصدرون الأبواب والنوافذ التي عملوا على إنتاجها إلى ورش خارجية، وقال «نحن متعاونون مع ورش لنا في المناطق الصناعية»، وأثناء الحديث تواجدت سيارة نقل صغيرة تحمل ما تم إنتاجه من نوافذ وأبواب حديدية لبدء توزيعها على الورش التي تعاونوا معها. وأثناء جولة «عكاظ» على البقية، تحول منزل آخر إلى ورشة متكاملة للألومنيوم، مليئة بعشرات العمالة غير النظامية، وتغيب كل الدلالات عن أن هذا المنزل تحول إلى ورشة سواء كان لوحة إعلانية أو غيرها، ومغادرة العمال المفاجئة من المنزل أجبرت «المحرر» على المغادرة، خوفا من حدوث مكروه. ورشة خطاط منزل آخر ملاصق لهذه الورشة تحول إلى ورشة أخرى تعمل على خط اللوحات «خطاط» بها عدد لا يتجاوز خمسة اشخاص، والعديد من اللوحات والوسائل المختلفة وأجهزة طباعة متكاملة، مجهزة لمحلات ومطاعم. وأكد عدد منهم أن سعر اللوحة يختلف حسب الطلب ونوعية العمل وحسب الأمتار، مبينا أن سعر التركيب يختلف أيضا، وتتراوح الأسعار ما بين 3 آلاف و10 آلاف حسب النيون ونوعية العمل. وبين رئيس المجموعة، أنهم يستقبلون الزبائن في المحلات الكبيرة على شارع التحلية، ويتم العمل داخل أحد المنازل التي تحولت إلى مصنع. تحدي الأمانة من جهته أبان المواطن احمد سعد العمري، أنهم بحاجة إلى الإنقاذ من الإزعاج الذي تصدره تلك المصانع، وقال «إن جميع المنازل العشوائية حولتها هذه العمالة إلى مصانع ومقر لسكنهم، حيث تحولت الى منطقة صناعية رغم الشكاوى المتكررة»، واختتم «اتحدى أن يقوم أحد من مراقبي الأمانة بالدخول إلى هذا الحي الراقي». في المقابل أوضح المتحدث الإعلامي في أمانة جدة، الدكتور عبدالعزيز النهاري، أن هناك مراقبين من قبل الأمانة والبلديات الفرعية ومن المستحيل ان تضع الأمانة مراقبا على كل منزل، محددا أن الدور في هذه المخالفات يقع على المواطن بالدرجة الأولى، وقال «هو من سهل أن يقوم العمالة بالاستئجار لهذه المنازل والبيع والشراء بل أصبح المواطن والمقيم مع الأسف يشتري من أمثال هؤلاء المخالفين».