اشتكى مجموعة من المواطنين في حي القوزين جنوبي جدة، استمرار الضرر الواقع عليهم من مصنع مخالف لكل الشروط، يعمل في مجال إعادة تدوير الحديد، مشيرين في شكواهم إلى أن المصنع ألحق الضرر بهم وذويهم. وقالوا «انتشرت بيننا أمراض الربو والدرن الرئوي السل والعيون، بالإضافة إلى أمراض القلب والسرطان، وأوصى الأطباء هؤلاء المرضى بضرورة الابتعاد عن مصدر التلوث الذي تسبب بحدوث هذه الأمراض لديهم». كثافة التلوث «عكاظ» وقفت في وقت سابق على الموقع الذي يضم المصنع وشاهدت الأدخنة المتصاعدة بشكل كثيف من فوهة المصنع والتلوث البيئي الكبير، فمن الصعوبة أن يحصل الزائر للحي على هواء نقي رغم وقوع الحي بجوار الكورنيش الجنوبي لجدة والذي يعتبره السكان متنفسا. ويرى الزائر للحي كثافة الدخان قبل الوصول إليه بالإضافة إلى قيام المصنع برمي بقايا الحديد قريبا من الحي، الأمر الذي يزيد نسبة خطورة هذه النفايات وضررها هو حرقها من قبل المصنع مما ينتج عنه تلويث إضافي للجو. من جهة أخرى أوضح كل من علي الجدعاني ويوسف مضحي وعبدالعزيز عبدربه ل «عكاظ»، أن المصنع الذي يعمل في مجال إعادة تدوير الحديد قد صدر تأييد من الديوان الملكي، حصلت «عكاظ" على نسخة منه، بإزالته حفاظا على حقوق المواطنين، مؤكدين أن المصنع لا يزال يعمل إلى اليوم، ملحقا الضرر بسكان حي القوزين المجاورين للمصنع بالقرب من منطقة الكورنيش الجنوبي كما صدر بتاريخ 12/9/1433ه، خطاب من سمو محافظ جدة بتشكيل لجنة مكونة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ووزارة التجارة والصناعة وشرطة ومرور جدة للوقوف على المصنع والنظر بشكل عاجل في شكوى المواطنين، وأكدت اللجنة بأن المصنع قد ألغيت رخصته وذلك لتوسعه بدون أخذ موافقة بذلك من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبسبب انبعاث كمية كبيرة من الأدخنة والغازات، بالإضافة لعدم استخدام تقنية التقليل من الأدخنة للحد الأدنى وارتفاع معدل الضوضاء وكذلك عمل المصنع ليلا. الأمراض تنهشنا من جانبه أشار كل من عبدالله سلامة وعوض جويبر، إلى أنهم يعانون الأمراض التي تنهش أجسادهم، مرجعين السبب إلى تعنت صاحب المصنع واستمراره بالعمل دون توقف. فيما تمنى المواطنان ناصر مطر ونايف عمادي، أن يتوقف هذا المصنع من بث سمومه في الهواء الطلق بجوار الأحياء السكنية، مؤكدين خبث الحديد وبقاياه بالقرب من منازلهم. وقالوا «رغم السمية العالية للنفايات التي يلقيها ما زلنا بانتظار تنفيذ أمر المحكمة بإلغائه». تأييد الإزالة وأكد عدد من المواطنين صدور تأييد من المقام السامي لرأي المحكمة بضرورة إلغاء صك المصنع لوقوعه في أرض تسمى المليسا، موضحين أن المصنع لا يزال يعمل دون توقف وتوسع في مساحته دون اعتراض. وأضافوا «تتكون لجان ولا ندري عن نتائجها رغم مرور عدة أشهر منذ وقوفها على المصنع».