كشفت لجنة تفتيش مشكلة من سمو محافظ جدة، مخالفة مصنع حديد في حي القوزين جنوبجدة للنظام وعدم حصوله على موافقة بيئية، بعدما ألغيت الموافقة الأولى بسبب توسع المصنع دون أخذ موافقة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأكدت اللجنة التي زارت موقع المصنع في جولتين يومي 13 و27 شعبان الماضي، انبعاثات أدخنة وغازات، وعدم استخدام تقنيات لتقليل الأدخنة للحد الأدنى، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الضوضاء وعمل المصنع ليلا. ورغم تقرير اللجنة، إلا أن الأهالي أكدوا استمرار معاناتهم من المصنع المخالف، في ظل انبعاث كميات كبيرة من الأدخنة تسببت في مرض الكثير من الأطفال، إلى الدرجة التي تعرض بعضهم لمرض السرطان الذي اتهم الأهالي دخان المصنع بالتسبب فيه. «عكاظ» وقفت على موقع المصنع في الحي، واتضح أن الزائر يستنشق المرض بلا مقابل ويلفت النظر كثافة الأدخنة المتصاعدة بشكل يغطي السماء ويحجب أشعة الشمس. ويعتقد الزائر أن حريقا ما شب في الموقع، إلا أن الأهالي الذين اعتادوا رؤية المشهد اعتبروا البقاء وسط تلك الأدخنة مخاطرة وكارثة صحية يدفع فاتورتها السكان. وأوضح الأهالي أنهم لجأوا إلى الجهات المختصة لتخليصهم من ذلك المرض. وقال ل«عكاظ» كل من سليم عامر الجدعاني وعلي عفين الجدعاني «نعاني من كارثة صحية مؤكدة نعيش نتائجها كل يوم، حيث يعتبر دخان المصانع حسب تأكيد الأطباء سببا في حدوث الأمراض السرطانية على اختلافها، ناهيك عن أمراض الربو والحساسية والصدر والعيون فكيف بالحال إذا عرفت أن هذا دخان حديد، وهو أكثر فتكا من دخان المواد الأخرى». وأضاف كل من نايف حمادي وسعد عيسى وعبدالله هلال ومحمد مضحي الجدعاني أنهم يتجرعون الموت ليل نهار «في ظل صمت جهات الاختصاص التي خاطبناها عدة خطابات خلال سنوات ماضية ومازلنا نخاطب دون رد، وإذا كانت المصانع النظامية تمنع من مزاولة عملها في حال تضرر السكان وتنقل لمكان بعيد فكيف بحال مصنع مخالف لا يمتلك رخصة أساسا، وذلك بحسب خطاب أمانة جدة وردها على شكوى تقدم بها الأهالي والتي بينت في خطابها عدم وجود رخصة مزاولة العمل». واعتبر الأهالي تشكيل سمو محافظ جدة لجنة تضم كلا من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ومحافظة جدة وأمانة جدة ووزارة التجارة والصناعة وهيئة الطيران المدني وهيئة المدن الصناعية والمديرية العامة للدفاع المدني بجدة والشرطة للنظر في المصانع المخالفة بالحي فورا، بوابة الأمل التي يتمسك بها الأهالي في تخليصهم من ذلك المرض، داعين الجهات المختصة إلى سرعة التحرك لإنهاء المعاناة. وقال إسماعيل حكمي وعبدالله الجدعاني ومحمد عبيد إنهم عانوا بسبب هذا المصنع المخالف من أمراض العيون والربو والحساسية وكذلك إصابة مجموعة من ذويهم بأمراض السرطان والدرن الرئوي أو ما يعرف بالسل بسبب استنشاق هذه السموم ولديهم تقارير طبية تفيد بذلك، مضيفين أن هذه المنطقة التي يقع فيها المصنع يفترض أن تكون في دائرة الاهتمام كونها تطل على الكورنيش الجنوبي ومرافق حكومية مهمة وبها عدد كبير من السكان فمن يريد أن يستنشق هواء نقيا في الكورنيش الجنوبي سيصطدم بواقع مؤلم. وكان خطاب سمو محافظ جدة شدد على ضرورة تطبيق الأنظمة والتعليمات بحق المصانع المخالفة.