اعتبر رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، أن محطات الرصد الزلزالي في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ترصد يوميا العديد من الزلازل في البحر الأحمر، وهي ذات قوى ضعيفة ولا يشعر بها المواطنون ولكن تسجلها محطات الرصد الزلزالي. وقال على سبيل المثال في عام 2011م، سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي حوالى 232 هزة في خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، 426 هزة في وسط البحر الأحمر، 184 هزة في جنوب البحر الأحمر، وبالتالي فإن حدوث الزلازل في البحر الأحمر أمر طبيعي وعادة ما تكون ضعيفة إلى متوسطة القوى. واعتبر ما يشاع عن حدوث زلازل في البحر الأحمر خلال الشهرين المقبلين، مقولة غير دقيقة من الناحية العلمية، مبينا ل «عكاظ» أنه من المعروف علميا أنه يمكن تحديد المكامن الزلزالية على مستوى العالم لأنها معروفة لنا جميعا وهي ما تسمى بالأحزمة الزلزالية. وأوضح نواب أن الصفيحة العربية تتأثر بثلاثة أنواع من الحدود التكتونية، وهي الحدود التباعدية، الحدود التقاربية والحدود التماسية، وتمثل شبه الجزيرة العربية الجزء الأكبر من هذه الصفيحة، ومن هنا جاءت تسميتها بالصفيحة العربية، ويحد هذه الصفيحة من الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر، ومن الجنوب نطاق اتساع قاع منتصف خليج عدن، وفي كلتا المنطقتين تزداد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية، كما تشكل جبال زاجروس ومكران بإيران وجبال طوروس بجنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وهي حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوراسية، كما يحد الصفيحة العربية من الشمال الغربي حد تماس يساري، يسمى فالق البحر الميت ويمتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس بجنوب تركيا مارا بالبحر الميت، ويحد الصفيحة العربية من الجنوب الشرقي حد تماس يميني يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران بباكستان، ويطلق عليه فالق أوينز، وتتحرك الصفيحة العربية ناحية الشمال الشرقي بين حدي التماس المذكورين، فيؤدي ذلك إلى اتساع مساحة البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر.