طمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب أهالي "حرض" بأن الهزات الأرضية التي تتعرض لها المنطقة ذات مدى متوسط وتأثير محدود قائلا: ليس بمستغرب ما يحدث من نشاط زلزالي بالمنطقة، لأن هذه المنطقة يوجد بها عدد كبير من الصدوع المتقاطعة والمنتشرة، فحدوث الزلازل أمر وارد ولا غرابة فيه، ولا داعي للخوف والقلق ولكن لا بد من الالتزام بمبادئ السلامة، وأخذ الحيطة والحذر وعن حقيقة الوضع الزلزالي الراهن بمنطقة حرض، قال نواب: يتميز النشاط الزلزالي بمنطقة حرض بأنه متوسط القوى، ويحدث على شكل دورات على فترات ليست متباعدة، يزيد النشاط الزلزالي في كل دورة إلى الحد الأقصى له، ثم يبدأ في الانخفاض مرة أخرى، وبشكل عام فقد تم تسجيل ما يقارب (4021) هزة أرضية منذ 20/10/1426ه حتى حدوث الهزة الأرضية الأخيرة مساء يوم 12/9/1431 ه، التي بلغت قوتها 4.4 درجات على مقياس ريختر، كما بلغ عدد الهزات الأرضية ذات القوى أكبر من 4 درجات (8) هزات أرضية، وبلغ عدد الهزات الأرضية ذات القوى بين 3 إلى 4 درجات (201) هزة أرضية، لكن بشكل عام يتميز هذا النوع من النشاط بأنه متوسط القوى. وعن أسباب أسباب حدوث الزلازل في المملكة بشكل عام وفي منطقة حرض بشكل خاص أكد نواب أن النشاط الزلزالي في المملكة يرتبط بشكل عام بالوضع التكتوني للجزيرة العربية، حيث تتأثر الصفيحة العربية بثلاثة أنواع من الحدود التكتونية وهي الحدود التباعدية والحدود التقاربية والحدود التماسية، وتمثل شبه الجزيرة العربية الجزء الأكبر من هذه الصفيحة. ويحد هذه الصفيحة من الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر، ومن الجنوب نطاق اتساع قاع خليج عدن، وفى كلتا المنطقتين تزيد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية، وتشكل جبال زاجروس ومكران بإيران وجبال طوروس بجنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية وهى حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوراسية، ولذلك تتحرك الصفيحة العربية ناحية الشمال الشرقي. وبسؤال الدكتور نواب عن اللجنة التي تم تشكيلها مهامها، والدور الذي قامت به حتى الآن؟ قال رئيس هيئة المساحة: لقد تم تشكيل اللجنة بمقتضى الأمر السامي الكريم بتاريخ 15/3/1428 ه، بمشاركة وزارة الداخلية، وزارة البترول والثروة المعدنية، شركة أرامكو السعودية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لدراسة منطقة الهزات الأرضية بالقرب من مركز حرض بالمنطقة الشرقية دراسة فنية متكاملة لمعرفة أسباب هذه الهزات، وما يتوجب عمله حيالها، وقد عقدت اللجنة عدة اجتماعات، حيث تمت مناقشة الوضع الزلزالي والجيولوجي والتركيبي بالمنطقة واتضح أن البيانات المتاحة لدى الجهات ذات الاختصاص غير كافية لتقديم تفسير قطعي لهذه الهزات، وقد توصلت اللجنة إلى ضرورة وأهمية تحديد عمق بؤر النشاط الزلزالي بدقة عالية ودراسة التوزيعات الزمنية والمكانية لبؤر الزلازل وتتبع تغير العمق مع الزمن، ومدى ارتباط هذه الأعماق بمكامن الزيت، وهل هناك علاقة بين استخراج النفط وحقن المياه من عدمه.