تابع ما يزيد على 1000 شخص من رواد «سوق عكاظ» ومحبي الثقافة والأدب والشعر انطلاق البرنامج الثقافي للسوق الذي استهل بندوة ثقافية نقدية بعنوان «شعر عنترة بن شداد» شارك فيها الأدباء عبدالله الوشمي وفاتن عبداللطيف العامر من المملكة، وأسماء أبو بكر من مصر، وعبدالحميد سيف الحسامي من اليمن. وعرف الباحث التونسي الدكتور حاتم الفطناسي في مستهل الندوة، بضيوف الندوة قبل التحليق في فضاءات حياة أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام الذي عاش خلال الفترة (525 م 601 م) ونسبه عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي، وقد اشترك في حرب داحس والغبراء وعاصر الشاعرين عمرو بن معدي كرب والحطيئة اللذين أدركا الإسلام. وركزت الندوة على حياة «عنترة» الاجتماعية بشكل عام ونبوغه في الفروسية والشعر بشكل خاص حيث يعد أشهر فرسان العرب وأحد أبرز شعراء المعلقات فهو الذي عرف بشعره الجميل وغزله العفيف بابنة عمه عبلة. وتناولت الندوة جوانب الإبداع في شعر عنترة وأهم الأساليب التي يتميز بها نصه الشعري المبني على السهولة التي هي أم السمات التي تميزه، فلا تجد فيها تعقيدا في الأسلوب أو صعوبة في الألفاظ ولا غرابة في المفردات، إضافة إلى الصدق في العاطفة وحرارة تلك العاطفة تعطي روح النص التألق وتمده بأسلوب القبول. وناقش المشاركون شخصية عنترة التي وصفوها ب «المحبوبة» ، كون كل ما فيها من الصفات يجعل صاحبها قريبا من القلوب؛ فهو بطل شجاع جريء الفؤاد، حليم الطباع، رقيق القلب، يشكو حظه العاثر في الحب، ومن ظلم قومه له، وإنكارهم جميل فعله نحوهم. أما في موت عنترة فهناك روايات كثيرة أشهرها ما رواه صاحب الأغاني، قال: إن عنترة أغار على بني نبهان فأطرد لهم طريدة، وهو شيخ كبير، وكان وزر بن جابر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص في فتوته فرماه، وقال: خذها، وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه أي ظهره، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح. وبذلك تكون نهاية عنترة حسب هذه الرواية .. كان النعمان يذل عنترة ولكن عنترة كان صابرا من أجل مهر عبلة 100 قطعة نقدية حمراء لم تكن موجودة إلا عند النعمان. كما تطرق المشاركون إلى قصة الحب المشهورة في حياة عنترة والتي أججت قريحته الشعرية إذ اشتهر بقصة حبه لابنة عمه عبلة بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة الصبا وشرف الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود البشرة، وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية، والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية والانعتاق. وأحب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وكان عمه وعده بها ولكنه لم يفِ بوعده، وإنما كان يتنقل بها في قبائل العرب ليبعدها عنه. وحب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي التي رققت شعره كما رققت عاطفته، ونفحته بالعذوبة، وكان سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها. وتناولت الندوة جوانب الإبداع في شعره وأهم الأساليب التي يتميز بها نصه الشعري المبني على السهولة التي هي أم السمات التي تميزه فلا تجد فيها تعقيدا في الأسلوب أو صعوبة في الألفاظ ولا غرابة في المفردات إضافة إلى الصدق في العاطفة وحرارة تلك العاطفة تعطي روح النص التألق وتمده بأسلوب القبول. كما سلطت الندوة الضوء على نقد أشعاره التي تدرجت عبر مسيرة حياته التي كانت مفعمة بخوضه للحروب وبسالته في المواجهة. وقدمت في ختام الندوة بالتداول بين ضيوفها باقات مختارة من أعذب قصائد عنترة في الحماس والوصف والغزل التي كانت هي الطابع العام لنصوصه الشعرية كما شهدت الندوة المداخلات من الحضور والتعرف على مزيد من خفايا هذا الشاعر الاجتماعية والشعرية. من جهة أخرى، نظمت البارحة أمسية شعرية شارك فيها شاعر عكاظ في نسخته السادسة روضة الحاج من السودان وسليمان جوادي من الجزائر بالإضافة إلى شاعر شباب عكاظ لهذا العام إياد حكمي من السعودية وأدارها الناقد والأديب أحمد البوق. وقدمت خلال الأمسية الشاعرة روضة الحاج قصيدتها التي نالت على إثرها جائزة شاعر عكاظ فيما صدح الشاعر الشاب إياد حكمي بقصيدته الشابة التي تولى خلالها وصف عكاظ وترحيبه بمشاركة هذه النخبة من الأدباء والمثقفين الذين يتفيؤون عبق التاريخ وأصالة الماضي. وشارك الشاعر سليمان جوادي بنخبة من قصائده ليلبي على إثر ذلك طلبات الحضور ورغباتهم في اختيار بعض القصائد التي يرغبون في سماعها.. وستتواصل يوم غد فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ ب «الخيمة» من خلال «تجارب الكتاب» بمشاركة عدد من الأدباء والمفكرين وهم سعد البازعي وعدنان الوزان من المملكة ويديرها طلال الشيخ وذلك بفندق الأنتركونتننتال بمحافظة الطائف وندوة حول «الثقافة الالكترونية» بمشاركة الدكتورة حذيفة العمري من الأردن والدكتور علاء شتا من مصر ويديرها سلطان الجحدلي، وذلك بخيمة «سوق عكاظ» ، وأمسية شعرية بمشاركة الشعراء أحمد البهكلي من المملكة وسليمان جوادي من الجزائر ومها السراج من المملكة وميسون النوباني من الأردن ويدير الأمسية عبدالله السلمي ليختتم يوم غد بعرض مسرحية عنترة بن شداد وسط حضور من المتوقع أن يكون كثيفا من رواد السوق.