أنا محلق مرح فرح، بلا أثقال ولا ترح. السعادة أجنحتي، النجوم جلسائي، الورود حاشيتي. أسبح في شرق عينيك وشرق عوارضك وشرق أريجك وشرق نبرتك فالجهات كلها شرق بك وما عداك كله قد غرب. قطرة من حسنك في كل النساء وقطرة في حسنك كل النساء. ما أعذب فضاء وحياة ليس فيهما غيرك. كلما همت فيك وغردت حولك، أولد من جديد. أغنيتني عمن قصا ودنا، أذهلتني فنسيت حتى من أنا. حتى كان منك التفات. طرفت عيناك فعمي بصري واستعر صدري. تحول نظرك لحظة، فسكنت الكواكب وأغمضت النجوم. تحركت مقلتك عني فتحركت شوائب وأفاقت سموم. هانئا عشت من رحيق عالمك، مطمئنا كنت في عرش عشقك وبلحن كلماتك أنني أغنيتك. فلما التفت يا سيدتي ذرفت أجنحتي ريشها، نزف جسمي روحه، حانت ساعتي، تجرأ أول وآخر غروب. خر الطائر يحتضر، وحشرات تدب وتنتشر. ما قتل الطائر إن هوى، فهو ما عاش إلا إذ هوى. وما قتل الطائر السقوط، ففي هواك أحياه السقوط. ما قتلني إلا التفاتة أعطت للسراب معنى وللعقارب أمنا. ما غبت قط ولا تغيبين عني وإن حان الممات، فآه.. لماذا؟ لماذا يا ساحرتي الالتفات...؟ فارس محمد عمر توفيق