قدم العالم الإسلامي إسهامات قيمة للحضارة الإنسانية. ويعترف الجميع بفضل الحضارة الإسلامية في الإسهام في فن الخط والهندسة المعمارية وفن المنمنمات وصناعة الأثاث والمجوهرات. وكجزء من الحضارة الإسلامية الأكبر، قام فنانو وحرفيو باكستان بالحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي، وكذلك بتطوير الفن والحرف الإسلامية، تمشيا مع التقنية الحديثة. وتبدو هذه الجهود جلية من خلال تعاطيهم مع وسائل الإعلام الحديثة، في الوقت الذي يقومون فيه بإبداع القطع الفنية. ولإلقاء الضوء على ما قام به بعض الفنانين الباكستانيين، سيتم عرض أعمالهم في معرض للفن والحرف الإسلامية، بعنوان «تراثنا»، والذي تنظمه القنصلية العامة الباكستانية في جدة الاثنين القادم، ويتضمن المعرض فن الخط؛ باعتبار أن الخط العربي يعتبر إحدى ركائز تراث الثقافة الإسلامية والهندسة المعمارية الإسلامية، مثل القباب والمآذن المهيبة ومنابر المساجد المزينة والمدارس الدينية والقصور والأفنية والحدائق الغناء، بما فيها من نوافير المياه وزهور عطرة وخانات وقبور مزينة بأشكال من الأحجار والفسيفساء، والتي غالبا ما تكون باللون الأزرق والذهبي والأخضر والمحاريب المصبوبة والأعمدة المنقوشة بالخطوط القرآنية ونقوش الزهور الهندسية المتطورة والأسوار المرتفعة، باعتبارها الملامح التي تمثل فن الهندسة المعمارية الإسلامية العريق. بالإضافة إلى المنمنمات الإسلامية الذي يعود أصله إلى فن أطباء بني أمية الذين قاموا بتخريج الرسامين لتطوير كتيبات التدريب المصورة للإيضاح العلمي. فقد استخدمت الإيضاحات المنمنمة، من بين ما استخدمت به، لتوضيح المشاهد الهامة، وكذلك أحداث الحرب والسلام في الأساطير والقصص الشائعة، مثل ألف ليلة وليلة، وحظي هذا الفن في الباكستان بمكانة قومية في الفن المغولي، كما أن المعرض سيتضمن جناحا للمجوهرات، حيث حظى التنوع الواسع للمجوهرات التقليدية الإسلامية باعتراف عالمي. (*) دبلوماسي، ونائب قنصل عام باكستان في جدة