وصف الزميل الدكتور عبدالله بخاري اللحظة التي اكتشفت فيها البشرية تدخين التبغ بأنها كانت لحظة سخف وغباء، وهو وصف معبر لعلاقة الإنسان بالتدخين، فرغم أن العلاقة من طرف واحد تحترق فيها لفافة التبغ مقابل احتراق صحة ومال الإنسان معا، فإن هذه العلاقة مستمرة، ولا يبدو الإنسان في وارد مراجعتها! ولن ألقي محاضرة في مضار التدخين، فالمدخن يعرفها أكثر من غير المدخن من واقع التجربة، لكنني سأشدد على أن في العلاقة مصالح وحقوق طرف آخر مغيب تماما عندنا هو غير المدخن الذي يجد نفسه غالبا محاصرا بالدخان دون أن تحميه الأنظمة بجدية! كثيرة هي قرارات منع التدخين في الأماكن العامة، لكن قليلة هي المطبقة منها بحزم وصرامة، وغالبا، لأن من يقوم على تطبيقها إما مدخن أو يفتقر لثقافة احترام القانون تماما، كبعض العسكريين الذي يخالفون أنظمة المرور، بينما يفترض أنهم أكثر الناس انضباطا واحتراما للقانون، والأطباء الذين ينصحون مرضاهم بالإقلاع عن التدخين، ثم يستغلون فترات استراحاتهم للخروج إلى حدائق المستشفيات للتدخين! وإذا كان المدخن البالغ يريد التدخين، فهذا خياره، لكن من حق غير المدخن أن تحمى بيئته، فتكون للمدخنين أماكنهم المخصصة في الأماكن العامة التي لا يسمح بالتدخين خارجها، مع فرض الغرامات الموجعة التي تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يشعل سيجارته! وبما أن وسائل التوعية التقليدية بالتحذير من مضار التدخين وأمراضه السرطانية لم تعد فاعلة، على الأقل، في مخاطبة بعض المراهقين، فيجب أن يتم التشديد على مراقبة البيئة المدرسية، فهي المصدر الأول لتخريج المدخنين، فهل تصدقون أن روضة أطفال تضبط طفلا لم يتجاوز الخامسة من عمرة يدخن سيجارة، وعند إبلاغ والدته يكون جوابها أنها كثيرا ما نصحته بالإقلاع عن التدخين؟! صدقوني، لست أمزح فهذه القصة حصلت في الرياض العام الماضي، لكن ربما كانت أسرة ينطبق عليها المثل القائل: إذا كان رب البيت بالولاعة مشعلا فشيمة أهل البيت التدخين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة