ما أن فتحت المدارس أبوابها حتى انتشرت العربات البالية وهي تحمل الآيسكريم والمأكولات الملوثة أما أبواب المدارس، حيث يصطاد الباعة المتجولون من العمالة الوافدة الطلاب أمام مدارسهم، مستغلين غياب الرقابة أمام أبواب المدارس التي يحولونها في كل يوم لحظة خروج الطلاب إلى منازلهم في الظهيرة إلى سوق يكتظ حوله الطلاب الذين أعيتهم حرارة الجو فيعمدون إلى ترطيب أجوافهم بسلع مجهولة المصدر مليئة بالجراثيم. . «عكاظ» جالت في عدد من مدارس مكة ورصدت تلك الظاهرة، فيما التقت بعدد من أولياء أمور الطلاب من المواطنين والمقيمين، معربين عن استيائهم من انتشار الظاهرة دون وضع حد رادع لها. تسمم الطلاب يقول محمد الغامدي ولي أمر أحد الطلاب، إن العديد من العربات التي تبيع المواد الغذائية ربما تكون طرق تخزينها سيئة في مستودعات عشوائية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، والتي كثيرا ما تؤدي إلى تسمم الأطفال، وأضاف «والأسوأ من ذلك أن العاملين من دافعي العربات لا رقابة صحية عليهم وهم في هيئة مقززة بملابس متسخة ويقدمون ما يشتريه منهم الطلاب بأياد متسخة»، مشيرا إلى أن أعدادهم تتزايد بشكل ملحوظ، بالرغم من جهود الأمانة في كبح مثل هذه الظواهر. التعامل بحزم أما المواطن خالد على فيقول، إن العمالة تستغل وقت انصراف الطلاب من مدارسهم لبيع بضائعهم، وأضاف «ترى إذا حدثت حالة تسمم فكيف سيتم القبض على الجاني، وأين دور الجهات الرقابية، بدءا بالجوازات وحماية المستهلك وصولا إلى الفرق الميدانية التابعة للبلديات»، وزاد «الباعة الجائلون يتواجدون بشكل كبير في الأحياء منذ الصباح الباكر وحتى بعد منتصف الليل، ويبيعون المواد الغذائية على الأطفال وغيرهم، ونحن لا نعرف مصدر هذه الأطعمة، مشددا على أهمية التعامل مع معهم بحزم». مجهولة المصدر ويؤكد محمد عبدالله أن هذا النوع من البائعين من العمالة غير النظامية، كما أنهم مخالفون لقانون التجارة، مشيرة إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد أعدادهم، وقال إن مختلف البضائع التي يعرضونها خاصة المأكولات من البطاطس المقلية والآيسكريم وغيرها من المواد الغذائية، إلى جانب المشروبات الباردة، مجهولة المصدر، وطالب الجهات الأمنية بالقبض على تلك العربات المتحركة والتعامل معها ضمن الأنظمة، حيث إنهم يستخدمون مركبات قديمة لمزاولة البيع والغش. الأمانة تحذر من جهته حذر الناطق الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة عثمان مالي الطلاب والمواطنين من التعامل مع تلك الفئة من الباعة المتجولة، مشيرا إلى أنها لا تحسن تخزين المواد الغذائية بالطرق الصحيحة، ولا تمتلك تصاريح نظامية لمزاولة البيع، وأشار إلى أن كل موادهم الغذائية التي يبيعونها في الطرقات تتعرض لأشعة الشمس الساخنة، ما يؤدي ذلك إلى إتلاف المواد وتحللها وتغير خصائصها، فتتحول إلى مواد سامة. ونوة مالي إلى أن أمانة العاصمة المقدسة لا تتهاون مع تلك الفئة وتتعامل معهم بكل حسم، مؤكدا أن حملاتهم في الشوارع وأمام المدارس مستمرة، وسيتم التعامل معها ضمن القوانين الموضوعة للمخالفين.