عندما تواجه من يفوقك مكانة وتاريخا وإنجازا فما عليك إلا أن تحترمه وتقدر حضوره وتحرص على الاستفادة منه، أما إذا وقعت في المحذور وذهبت بأحلامك وتصورت بأنك تستطيع مقارعته، فاعلم يا عزيزي بأنك سوف تفشل في تحقيق أبسط طموحاتك كما فشل المنتخب السعودي في الاستفادة من تجربته الغير منطقية، عندما واجه ملوك الكرة في العالم في نزال غير موفق لا في المكان ولا في الزمان، وبالتالي جاءت رياحه على غير ماتشتهي السفن، فقد زادت الطين بلة فلم يكن هناك فائدة إلا أنها كشفت مدى الفشل التخطيطي الذي نعاني منه، أما الفشل الفني فنحن لم نكن بحاجة إلى خماسية الإسبان؛ لأن اليابانيين سبقوهم إلى ذلك فقد صادقوا على تدهور منتخبنا في آسيا بخماسية مماثلة كفت ووفت. حقيقة مواجهتنا مع الإسبان كانت مجحفة بحق تاريخنا الرياضي وأيضا الثور الإسباني لم يكن بحاجة إلى مثل هذه المباريات لأنه هو الأول على مستوى العالم، انحنت امامه منتخبات لها تاريخها وحضورها العالمي كإيطاليا و ألمانيا لذا كان رحيما في مساء الجمعة الماضية، ونحن نحمل له جميلة لن ينساها أنصار الأخضر. فللأسف لم تغضبنا النتيجة بقدر ما أغضبنا من عمل على ترتيب وتنظيم إقامة المباراة! ألم ينظر إلى الفوارق الفنية والمعنوية، أو لم يسمع عن التصنيف العالمي ليعرف موقعنا وموقعهم فإذا كان لا يعلم فهذه مصيبة! وإذا كان يعلم ويغفل وضع منتخبنا الذي لا يسر صديقا ولا عدوا فالمصيبة أعظم !.. لماذا هذا الإحراج. بحثت عن ريكارد قبل وبعد المباراة ولم أجده، أين أنت يارجل من خوض مباراة بهذا الحجم والتي دونها تاريخك التدريبي، ولماذا لم تلعب مع من هو في مستواك أو أقل حتى تحقق انتصارا يشفع لك، فأنت منذ قدومك لم تقدم ما يوازي حفنة الدولارات التي اكتظت بها حساباتك، فمباراة مثل هذه كفيلة بأن تضع حدا للرحلة المليونية التي تقضيها هنا، فنحن نلومك أنت يا حفيد كرويف، أما غيرك فلا ملامة عليه طالما نؤمن بأن فاقد الشيء لا يعطيه. طبيعي أن تسقط الأسماء التي أزعجتنا في ملاعبنا لتعرف حجمها الحقيقي، فنحن لم نشاهد مباراة من طرفين بقدر ما شاهدنا فريقا يلعب كرة و آخر يركض خلفه. أنا لست متشائما ولكني واقعي، فمنذ مشاركتنا في الدوحة والأخضر ينزف، ومع ذلك يظهر البعض ويقول ممكن أن نجاري الإسبان، ويستشهد بمباريات سابقة لنجوم صنعوا تاريخا لم يبق منه إلا الذكريات والصور. نحن نعيش في وسط رياضي يعاني من أزمة فكر وأزمة احتراف وأزمة ثقة وأزمة رأي ورأي آخر. وقفة ذكر الأستاذ محمد المسحل في آخر تصريح له بأن جولة المنتخب الحالية هي المحطة الأخيرة له مع المنتخب، وأنه سوف يرفع تقريرا لرئيس اتحاد الكرة ..يا ترى ما هي الإنجازات التي سيذكرها المسحل في تقريره.