يسير حراك العمل في مشاريع المطارات في المملكة بإيقاع سريع، إذ أنه بعد سنتين ستشهد آليات النقل الجوي نقلة نوعية كبرى بتشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في جدة والذي يعتبر بوابة الحرمين الشريفين، حيث يجد مشروع المطار المحوري دعما كبيرا من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، خاصة أن المطار سيربط الشرق بالغرب وسيكون تحفة معمارية في صالاته التي ستخدم 30 مليون مسافر سنويا في مرحلته الأولى، فيما ستصل طاقته في المستقبل إلى 80 مليون مسافر في العام، وتم إنجاز نحو 30 بالمائة من البنية التحتية للمشروع. وفي هذا السياق أكد صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله رئيس هيئة الطيران المدني بأن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية وتغيرا يتمثل في تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية الجديدة لبعض مطارات المملكة لكي تكون قادرة على استيعاب نمو الحركة الجوية وحركة المسافرين في المستقبل مع الاهتمام بتجويد ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين. بورصة المسافرين من جانب آخر، تشير إحصائيات هيئة الطيران المدني إلى أن مؤشر النمو السنوي للمسافرين عبر مطارات المملكة قد بلغ 8.5 في المائة كما زاد حجم الشحن الجوي بنسبة 7 في المائة، فيما زاد عدد الرحلات بنسبة 4.5 في المائة، مما دعا الهيئة إلى مواجهة هذا النمو المتزايد من المسافرين بطرح مشاريع جديدة تمثلت في إنشاء وتطوير جذري لمطارات جديدة كليا تعد نموذجا للجيل الجديد من المطارات التي تحتوي على أحدث المواصفات في بنائها المشتملة على مرافق تلبي احتياجات المسافرين ورواد المطار وتوفر الجسور المتحركة التي تنقل الركاب من الصالة إلى الطائرة مباشرة. استراتيجيات مستقبلية واتساقا مع الاهتمام بمشاريع النقل الجوي نفذت الهيئة العامة للطيران المدني المخطط العام لبعض مطارات المملكة الداخلية الذي يعطي رؤية مستقبلية عن مدى حجم الحركة الجوية وحركة المسافرين في تلك المطارات على مدى ال30 عاما المقبلة، وتتضمن تلك المخططات تصورا لتصاميم المطارات المستقبلية من حيث السعة واستيعابها لحجم الحركة الجوية المستقبلية مما يسهل على المختصين والمخططين تشييد تلك المطارات برؤية واضحة وفق متطلبات المرحلة وبما يتواكب مع النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده مناطق المملكة وكذا مواجهة الطلب على الرحلات الجوية بين مدن المملكة. منظومة التطوير وفي إطار برنامج تحديث وإنشاء مطارات المملكة التي تتولى تنفيذه الهيئة سيبدأ العام المقبل مشروع المرحلة الأولى من تطوير مطار الملك خالد الدولي بالرياض بعد أن تم الاتفاق مؤخرا على ذلك مع وزارة المالية، كذلك يعتبر مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تبوك واحدا من مطارات الجيل الجديد الذي انضم خلال منتصف العام الماضي إلى منظومة المطارات الجديدة والذي بني برؤية عصرية تتلاءم مع متطلبات المسافرين بما يضم من مرافق خدمية، كما تم تشغيله كمطار إقليمي دولي ليخدم المناطق المجاورة له، حيث تنطلق منه أسبوعيا نحو سبع رحلات دولية. مطار جازان وفي الإطار نفسه، تجري الهيئة حاليا دراسة المخطط العام لمشروع مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جازان وتصل مدة التنفيذ 18 شهرا، وهناك سلسلة من المشاريع التطويرية التي ستشهدها مطارات المملكة خلال السنوات المقبلة منها مطار القصيم ومطار أبها ومطار القريات وغيرها من المشاريع التحسينية لبعض المطارات. محافظة العلا وقبل شهرين مضت أطلت محافظة العلا بتاريخها الحضاري القديم وإطلالاتها الأثرية على العالم الخارجي من خلال نافذة مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي تم تشغيله مؤخرا ليستقبل أول رحلة حطت على أرض المطار قادمة من مطار الملك خالد بالرياض، وعلى متنها أكثر من 66 راكبا إيذانا بتشغيل المطار بمعدل رحلتين أسبوعيا قادمة من مدينة الرياض، حيث يأتي تشغيل المطار ضمن منظومة مطارات الجيل الجديد التي شرعت الهيئة في إنشائها وتحديثها وتطويرها مؤخرا. مرافق حديثة وفي الجانب الإنشائي تم تجهيز صالة السفر الرئيسة بمطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على مساحة 3700م2 ومبنى الإطفاء والإنقاذ ومبنى للحراسات على مساحة 564م2، ومبنى للخدمات بمساحة 1028م2، بالاضافة إلى عدد من مرافق الخدمات المساندة، وتنفيذ شبكة من الطرق الداخلية و514 موقفا للسيارات، ويبلغ المدرج الرئيس للمطار بطول 3050 مترا، وعرض 60 مترا وتشييد ساحة لوقوف الطائرات بمساحة 16800م2 تتسع ل 3 طائرات من حجم 90MD في وقت واحد، أو طائرة بحجم ال90MD وأخرى بحجم 400-747-B. وفي منطقة نجران بدأت الهيئة العامة للطيران المدني وخلال الربع الأخير من العام الماضي بتشغيل مطار نجران الجديد بعد أن تم نقل الحركة الجوية إلى مبانيه ومرافقه الحديثة التي تضم صالات سفر جديدة وبرجا للمراقبة ومبنى للخدمات وعددا آخر من المباني الفنية والإدارية المساندة، حيث وصلت أول رحلة تقل على متنها عددا من المسافرين قادمة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إيذانا بتشغيل ونقل الحركة الجوية إلى المطار بمبانيه الجديدة. راحة المسافرين ويعتبر مطار نجران الجديد واحدا من المطارات التي تعتمد في تصاميمها على توفير كافة سبل الراحة للمسافرين بتوفر عدد من الجسور المؤدية إلى الطائرة مباشرة وبتوفر المرافق المساندة والتجارية، حيث أخذ في الحسبان عند تشييد مباني المطار الزيادة المضطردة في أعداد المسافرين بين مدن المملكة، إضافة إلى تهيئة بعض المطارات الإقليمية ومنها مطار نجران لمرحلة التشغيل الدولي لتصل إلى المطارات الدولية في الدول المجاورة. إطلالة عصرية ويعد المطار بإطلالته العصرية إضافة جديدة إلى شبكة مطارات المملكة الحديثة ولينضم إلى سلسلة المطارات التي تم إنشائها حديثا مثل مطارات الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز الإقليمي بينبع ومطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإقليمي بتبوك ومطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بالعلا ومطار بيشة، وغيرها من المطارات الجاري تحديثها لتتلاءم مع المرحلة المقبلة والتي ستسهم في استيعاب الزيادة المضطردة في أعداد المسافرين بين مدن المملكة. منطقة ترفيهية ويضم مبنى مطار نجران صالة ركاب جديدة بمساحة 13 ألف متر مربع، ويتكون من طابقين وساحة أمامية تتسع لوقوف ست طائرات، أما الطابق الأرضي يقع على مساحة 6886 مترا مربعا، ويشمل صالات المغادرة والقدوم الداخلية والدولية ومكاتب الخدمات والإدارة ومصلى وكافتيريا ومحلات تجارية، ويشغل الطابق الأول مساحة 6000 متر مربع، ويتكون من ثلاثة جسور لصعود الطائرات وصالات المغادرة الداخلية والدولية وقاعات ركاب الدرجة الأولى وانتظار النساء ومصلى وكافتيريا ومحلات تجارية، كما تحتوي صالات السفر على منطقة ترفيهية في صالات المغادرة الداخلية والدولية خاصة بالأطفال تضم بعض الأجهزة والمواد الترفيهية الخاصة بهم. مولدات الطاقة وقد اشتملت مباني مطار نجرانالجديدة على مبنى الشحن الجوي، ومبنى صالة كبار الشخصيات، ومبنى جديد للخدمات المساندة ويتكون من طابق واحد بمساحة 1152 مترا مربعا ويحتوي على أربعة من محولات الجهد ومثلها من مولدات الطاقة الكهربائية تكفي تغذية المشروع بصورة شاملة وكافية في حالة انقطاع التيار، كما تغذي منطقة أجهزة وآليات التكييف، ومبنى برج المراقبة ويتكون من أربعة طوابق بمساحة 530 مترا مربعا بارتفاع 22 مترا وكابينة مراقبة الهبوط والإقلاع والخدمات الخاصة بالملاحة الجوية وصالة التحكم في حالات الطوارئ، ومبنى الإدارة ويتكون من طابق واحد بمساحة 1000 متر مربع تشغله مكاتب الإدارات الحكومية وإدارة المطار، ومبان لمحطات الطاقة الفرعية. آليات التشغيل من جانب آخر، سمحت الهيئة مؤخرا لعدد من شركات الطيران الأجنبية بالتشغيل إلى مطارات المملكة الداخلية مثل القصيم، ينبع، أبها، تبوك، والطائف، وذلك بعد أن طورت استراتيجيتها لتوفير خدمات نقل جوي دولي لتلك المطارات الداخلية للتسهيل على المسافرين من المواطنين والمقيمين دون الحاجة إلى سفرهم عبر المطارات الدولية، حيث سيخفف هذا الإجراء العبء عن المطارات الدولية وهذه الخطوة لاقت استحسانا كبيرا لدى جمهور المسافرين في هذه المناطق حرصا من الهيئة على تنويع الرحلات من هذه المطارات، ليصبح إجمالي الرحلات الدولية التي تنطلق من المطارات الداخلية 112 رحلة دولية أسبوعيا.