كشفت ل «عكاظ» رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز الدكتورة سناء مصطفى عباس فلمبان، عن تزويج 112 فردا من المتعايشين مع فيروس الإيدز أنجبوا حوالى 28 طفلا سليم. وبينت أن ألفي فرد استفادوا من خدمات الجمعية، مشيرة إلى أنه يتم التعامل وتقديم الخدمات للأسرة التي يوجد بها متعايش مع الأيدز بشكل كامل وليس مع المصابين بالإيدز فقط، مضيفة أن الذين تم توظيفهم في العمل المناسب لهم حاليا 23 متعايشا مع فيروس الإيدز، وأن عدد الأسر التي سجلت في الجمعية خلال العام الماضي 13 أسرة بواقع 47 فردا. وألمحت أن أسباب زواج مرضى الإيدز هي نفس الأسباب التي تدعو أي إنسان للزواج لتحقيق الاستقرار العائلي وتكوين أسرة، كون المصابين بالإيدز مثلهم مثل بقية أفراد المجتمع، لافتة إلى أنه يتم زواج المصابين بالإيدز تحت متابعة صحية دقيقة جدا، وبعد التأكد من مناسبة الوضع الصحي لكل من الزوجين. وأوضحت أنه إضافة للموانع الموضعية التي تستخدم لعدم الإنجاب هناك موانع للحمل هرمونية يستخدمها المتعايشون مع الإيدز عن طريق الفم، ويجب أن يحددها الطبيب المختص بالعيادة على ضوء الوضع الصحي للزوجين والأدوية وعلاجات الفيروس التي يتعاطاها المصاب، حيث أن بعض هذه الأدوية التي تؤخذ لعلاج الإيدز يتعارض استخدامها مع حبوب منع الحمل التي تؤخذ دون استشارة الطبيب وبالتالي لا ينصح باستخدامها. وردا على سؤال حول منع المصابين من الإنجاب قالت د. فلمبان لايوجد أي سبب يمنع المصابين من الإنجاب ويحرمهم حقهم في تكوين أسرة، والحياة بشكل طبيعي واستقرار نفسي، طالما هناك التزام بأن يكون الوضع الصحي مناسبا للزوجين وتحت رعاية طبية وصحية مستمرة، مع استشارة الطبيب المختص في ذلك الوضع لتدارس الأمر والوصول إلى حل يتناسب مع رغبة الزوجين، لاسيما وأن المصاب بالإيدز الذي يخضع للعلاج يستطيع العيش لفترات طويلة بدون مضاعفات خطيرة مثل أي فرد بالمجتمع، كما أن إنجاب الزوجين المصابين بالإيدز لا يعني بالضرورة إصابة الأطفال بفيروس الإيدز، حيث يوجد العديد من المصابين الذين أنجبوا أطفالا سليمين وخالين من المرض، كما أنه لا يوجد أي قانون يعاقب المصابين بالإيدز عند الإنجاب، ومن المؤكد أن المصاب بالإيدز عندما يعلم أنه بالإمكان أن ينجب طفلا سليما فسوف يحرص على ذلك كونه قد جرب المعاناة جراء الإصابة بالإيدز ولا يريد أن يتكرر ذلك في أطفاله. وعن كيفية إقناع المصابين بالإيدز بعدم الإنجاب قالت: لا يتم إقناع المصابين بالإيدز بعدم الإنجاب بشكل قطعي ونهائي، ولكن يتم شرح الوضع الصحي لهم، ويطلب منهم عند الرغبة في الإنجاب أن يكون ذلك بعد استشارة الطبيب المختص لتحديد إمكانية حصول الحمل والتوقيت المناسب له من الناحية الصحية وحسب مستوى المناعة في جسم المصاب ونسبة الإصابة بالفيروس. وحول دعم المصابين نفسيا واجتماعيا وماديا بينت أن الجمعية تعمل بشكل تكاملي مع الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة بخصوص توفير الدعم المناسب للمصابين بالإيدز من النواحي النفسية والاجتماعية والمادية والمساهمة في الحملات التوعوية عن المرض وتشجيع الفحوصات الطوعية للأفراد، كما أنه يوجد عدد من الشركاء مع الجمعية من جهات مختلفة للمساهمة في تحسين ودفع عجلة العمل الخيري وتحقيق مبدأ الشراكة الاجتماعية تجاه أسر المصابين بالإيدز وتوفير احتياجاتهم اللازمة للعيش بكرامة. وأوضحت فلمبان أن هنالك العديد من المصابين بالإيدز تمكنوا من إنجاب أطفال سليمين وخالين من المرض، وتتراوح أعمارهم بين شهر واحد وثلاثة أعوام، حتى أن بعض الأمهات أنجبن توائم، ويشترط أن يكون الحمل والإنجاب تحت رعاية ونصائح طبية وأخذ العقاقير اللازمة خلال فترة الحمل والولادة للأم وما بعد الولادة للطفل لفترة محددة. وأكدت أن تمكن المصابين بالإيدز من الزواج وتكوين أسرة يساهم في الاستقرار النفسي للزوجين ويشعرهما بأنهما لا ينقصان شيئا عن الآخرين، وأن الإصابة بالمرض لا تمنعهما من ممارسة حقوقهما المشروعة، كما أن متابعة الوضع النفسي لهما بعد الزواج وتوفير الدعم الاجتماعي لهما يساعدهما على إكمال مسيرة الحياة بشكل طبيعي، مشيرة إلى أنه يتم فحص ورعاية المصابين بالإيدز وتقديم العلاج والمتابعة الصحية لهم من خلال العيادات التخصصية في مراكز المعالجة للإيدز.