«الوطن يستحق» .. معنى راسخ متغلغل في وجدان كل مواطن وإن اختلفت صيغ التعبير عنه. فبالأمس قال المواطن في أقصى الجنوب: «الوطن يستحق الكثير، وأمنه واستقراره والمحفاظة على مكتسباته تستحق منا التضحية بذكرياتنا ومرابع طفولتنا ليبقى عزيزا منيعا». وهو المعنى الذي أكده شقيقه في أقصى الشرق حين قال: «أمن الوطن فوق كل اعتبار وواجبنا الأخذ على أيدي القلة المغرر بها وإعادتها للصواب». هذا التوافق في الرأي والمشاعر والاستعداد للبذل من أجل وطن عزيز كريم هو «الجذر العميق» الذي تقوم عليه دوحة الوحدة الوطنية ويغذيها بروحه وحيويته لتبقى خضراء يانعة في وجه كل أعاصير الجفاف التي لا تريد لها الخير. وهذا التوافق، في الجنوب والشرق، يعكس بصدق، ما في عقل وقلب كل مواطن، لأن حب الوطن والاعتزاز به والبذل له من الطباع الأصيلة المركوزة في النفوس السوية. وينميها ويرفع من مكانتها شعور الفخر والاعتزاز بوطن يحفظ للإنسان كرامته ويفتح الآفاق أمام أبنائه ليعيشوا في عصرهم دون التخلي عن قيمهم وثقافتهم. حب الوطن والبذل من أجل وحدته واستقراره معنى كبير جليل واستحضار واجباته والقيام بحقه يتطلب من الجميع أن يتحملوا مسؤولية التمسك بالمشترك ونبذ كل ما يضعفها.