.. لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مكانة لم ولن يرق إليها ملك ولا نبي أو رسول فهو حبيب الله الذي كملت محاسنه، وقد جاء في كتاب الفوائد للإمام بن القيم الجوزيه بعنوان (منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم) ما نصه: لما كمل الرسول صلى الله عليه وسلم مقام الافتقارِ إلى الله سبحانه أَحوج الخلائق كلهم إليه في الدنيا والآخرة، أما حاجتهم إليه في الدنيا فأشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس الذي به حياة أبدانهِم، وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسلِ إلى الله حتى يريحهم من ضيق مقامهم فكلهم يتأخر عن الشفاعة فيشفع هو لهم وهو الذي يستفتح لهم باب الجنة)). ومصداق ما تحدث به الإمام ابن القيم رحمه الله ما رواه الإمام البخاري عن خلق الله الذين يحاولون الاستشفاع إلى الله بالرسل الواحد تلو الآخر فيعتذر الجميع وكان آخرهم عيسى عليه السلام الذي قال لهم: اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فانطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد من قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي. فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى)). وفيما أذكر أن شيخ علماء الحديث فضيلة الدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر العزامي قال لجمع من حاضري مجلس كريم: ألم يأمركم رب العزة والجلال بالصلاة والسلام على رسوله الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فلم لا تصلون عليه صلى الله عليه وسلم وتكتفون بترديد ما صح عنه صلى الله عليه وسلم عندما سئل عليه الصلاة والسلام: كيف نصلي ونسلم عليك يا رسول الله؟ فقال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد))؟؟ فبهت الجميع ولم يجب أحدهم بشيء. فقال الشيخ خليل: ذلك لأن الله تبارك وتعالى لم يرد أن يجعل لأحد من خلقه منة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وقد وعد الشيخ خليل أن يفصل ذلك الأمر في كتاب يصدره ولازلنا في انتظاره. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة