طلب مجلس جامعة الدول العربية من رئيس اللجنة الوزارية العربية الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر ومن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي متابعة الاتصالات مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي لبلورة تصور جديد لمهمة الإبراهيمي وذلك في ضوء ما استجد من متغيرات لابد من أخذها بعين الاعتبار وكذلك استنادا إلى ورقة العناصر المرجعية لمهمة الممثل المشترك الجديد التي اتفق عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في جدة في 12 أغسطس الماضي. وأدان مجلس جامعة الدول العربية «استمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها ضد المدنيين السوريين واستخدامها الأسلحة الثقيلة في قصف المناطق الآهلة بالسكان وما تقوم به من عمليات إعدام تعسفي واختفاء قسري». وطالب المجلس في قراره الحكومة السورية «بالوقف الفوري والشامل لكل أشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري» واعتبر الجرائم والمذابح المرتكبة جرائم ضد الإنسانية مطالبا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الكفيلة لتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية. كما أدان المجلس أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت معبرا عن قلقه البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سورية الذي أدى لنزوح ما يقرب من مليونين ونصف من السكان وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة. وأكد مجلس الجامعة على «ضرورة تقديم أشكال الدعم للشعب السوري للدفاع عن نفسه وتقديم كافة أشكال المساعدة للمتضررين السوريين مطالبا مجلس إدارة عرب سات ونايل سات باتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية تنفيذا لقراره السابق في 2 يونيو الماضي». وعبر المجلس عن بالغ الاستياء لما تضمنته رسالة مندوب سورية في الأممالمتحدة من مغالطات وافتراءات ضد المملكة العربية السعودية وقطر بشأن قرار مجلس الجامعة العربية المتعلق بوقف بث القنوات الفضائية السورية. ورحب المجلس الوزاري بتعيين الأخضر الإبراهيمي ممثلا خاصا مشتركا للأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية وبتجديد تعيين ناصر القدوة نائبا له مقدما الشكر لكوفي عنان وفريقه ورئيس وأعضاء فريق المراقبين الدوليين على جهودهم في سورية. وطلب المجلس من الأمين العام للجامعة العربية متابعة الاتصالات مع بان كي مون لبلورة تصور جديد لمهمة الإبراهيمي تتضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة من خلال الإسراع في تشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سورية والقوى الثورية. ودعوا مختلف أطراف المعارضة السورية إلى التجاوب مع مساعي الأمين العام للجامعة للبناء على ما تحقق من توافق على وثيقتي «العهد الوطني» و«ملامح المرحلة الانتقالية» في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد تحت رعاية الجامعة يومي 2و3 يوليو الماضي بالقاهرة. وأدان المجلس الأعمال الإرهابية الهادفة إلى اغتيال الإعلاميين السوريين والأجانب من قبل أجهزة الأمن السورية واعتبار هذه التصرفات منافية للقوانين والقواعد الخاصة بحماية الصحفيين والإعلاميين أثناء النزاعات وخرقا لالتزامات الحكومة السورية التي قبلتها وفق خطة الممثل المشترك. ووجه المجلس الشكر إلى الدول الأعضاء التي بادرت بتقديم مساعدات الإغاثة إلى الشعب السوري، حاثا بقية الدول على الوفاء بالتزاماتها المالية في الصندوق الخاص بالإغاثة الإنسانية التابع للجامعة والمخصص للسكان السوريين المتضررين داخل سورية وفي دول الجوار.