طفل تربى كالرياح المرسلة ويد الربى من حوله متوسلة ضحكت له الدنيا، وأشرق وجهها في سعيه، وسعت عليه مهرولة غسلته غيمات الصفاء .. فلم تجد قلبا يطيق أسى السنين الممحلة فطمته أثداء الأماني .. لا يرى إلا العذاب، ولا يحس سوى الوله يكوي بحيرته السؤال، وتختفي عيناه مشرعة لهيب الأسئلة عطش الجواب يفيض في خلجاته، ويطيش من فوق الشفاه المسبلة لا شيء يبلغه مدى استغرابه، سفر الجراح على الجراح الموحلة الآن تغسله الدموع! وليتها غسلت مناه، وروحه المتأملة رهن الطفولة لم يزل، يجلو الزحام بقلبه.. في أمة متطفلة.