أكد ل«عكاظ» عدد من المختصين في أمور الزراعة أن توجه المملكة للزراعة في الخارج ليس بديلا عن الزراعة المحلية بل يعتبر تكميلا وزيادة لتطوير الخبرات والمكاسب التي حققتها المملكة في هذا الجانب. وأشاروا إلى وضوح ذلك في التركيز ضمن المحاصيل المستهدفة للاستزراع في الخارج على المحاصيل الأساسية من الحبوب والأعلاف والثروة السمكية. وقال ل«عكاظ» وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية جابر الشهري: «إن عمليات الاستزراع السمكي الخارجية التي لم تبدأ حتى الآن، وينتظر الشروع فيها متى ما بدأ عمل الشركة التي تتبع لصندوق التنمية الزراعي لن تكون مؤثرة على عمليات الاستزراع السمكي التي تتم على شواطئ المملكة، بل هي عملية مكملة لها وليس لها تأثير عليها». وأضاف أن عملية الاستزراع السمكي في المملكة ستشهد خلال فترة قليلة قفزة كبيرة وطفرة في العمل والإنتاج. من جهته، وصف ل«عكاظ» رئيس قسم الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور منصور المزروعي توجه المملكة للاستزراع في الخارج، خصوصا بالنسبة للمحاصيل التي تعتمد بشكل كبير على وفرة المياه بالتوجه الإيجابي. وقال إن المملكة تشهد منذ فترة جفافا ظاهرا أثر على الكثير من المناطق وأدى إلى زيادة في نسبة التصحر، ما جعل المملكة تتجه إلى إيقاف زراعة بعض المحاصيل التي تتطلب وفرة في المياه. وأضاف: «بالنسبة للنظرة المستقبلية والتوقعات فموجة الجفاف ستستمر، ويلاحظ أن بعض المناطق بدأت تشهد علامات تصحر من حيث ظهور الزوابع الرملية وخلافه من المؤشرات، وبالتالي فالاستمرار في التوقف عن زراعة المحاصيل المتطلبة للمياه هو أمر منطقي، ومن الأجدى والأفضل الاستفادة القصوى من مخزون المياه الجوفية للاستهلاك ولزراعة المحاصيل المحتاج لها والتي لا تتطلب وفرة مائية كبيرة». مصادر «عكاظ» أكدت أن عددا من كبرى الشركات الزراعية في المملكة باشرت منذ بداية العام الجاري الاستثمار الزراعي في عدد من دول العالم خصوصا في قارتي أفريقيا وآسيا. وكان وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله بن عبدالله العبيد قد أكد في تصريح سابق ل«عكاظ» أن الدعم المقدم للمستثمرين في الزراعة خارج المملكة ليس مقتصرا على الدول القريبة والمجاورة بل يشمل عموم الدول في العالم، وقال أنه تمت دراسة العديد من الدول خلال التنسيق والعمل لمبادرة خادم الحرمين بحيث تضمن العديد من الزيارات والدراسات للدول التي يمكن للمستثمر الزراعي السعودي أن يستثمر فيها ومن الدول التي تم دراسة مثل هذه النوعية من الاستثمار فيها وزيارتها السودان وإثيوبيا ومصر وتركيا وأوكرانيا والفلبين وكمبوديا وفيتنام، وهناك الكثير من الدول المرشحة، وأشار إلى أن هناك دولا تقدمت بطلبات للاستثمار فيها. يشار إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تدعم وتشجع الاستزراع في الخارج تتضمن وضع آليات لاستلام المحاصيل المنتجة بالخارج بالأسعار العالمية العادلة التي تحقق هدف المستثمر وتساعده على استمرارية استثماره، كما تتضمن أيضا وضع آلية خزن استراتيجي للسلع الأساسية للتعامل مع أزمات وتقلبات أسعار السلع الاستهلاكية.