أكد ل«عكاظ» خبير الموارد البشرية وعضو لجنة الموارد البشرية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة الدكتور محمود خان أن تخفيض ساعات الدوام ومنح الموظفين إجازة يومين يفيد الاقتصاد الوطني في مجمله، وذلك بسرعة دوران النقود في المجتمع ويحقق الدورة الاقتصادية القصوى للريال. وتحدث عن تجربته الشخصية التي عايشها في الشركات التي عمل بها، والتي وصفها بأنها كانت مبنية على دراسة علمية، قائلا «منذ عدد من السنوات عندما كنت مديرا للموارد البشرية في واحدة من كبرى الشركات العاملة في الصناعات الغذائية في المملكة طالبت إدارة الشركة بضرورة منح الموظفين إجازة أسبوعية ليومين، وتقليص عدد ساعات العمل بناء على عدد من المعطيات التي أثبتت الدراسة صحتها، وكان من أهمها الموازنة بين الحياة العملية والحياة الأسرية للموظف، فمن غير المنطقي أن يعمل الموظف لمدة 6 أيام في الأسبوع ويهمل أسرته، فإذا عمل الموظف طوال أيام الأسبوع سينعكس ذلك على حالته النفسية نتيجة عدم استقراره أسريا، ما ينعكس بالتالي سلبيا على أدائه الوظيفي، والعكس بالعكس فإذا ماتحصل الموظف على استقرار أسري فإنه يبدع في أداء عمله ويصل بالإنتاجية إلى مستويات عالية». وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن الدورة الاقتصادية للريال الذي يصرف في داخل الوطن يتحقق من ورائه مردود 7 ريالات أي 7 أضعافه، وهذا الأمر لا يتأتى إلا بزيادة التوظيف للسعوديين وبالتالي رفع مستوى الإنفاق داخل المملكة. ويرد الدكتور خان على القائلين بأن منح موظفي القطاع الخاص إجازة ليومين يؤثر على الإنتاج خصوصا في القطاع الصناعي، حيث أن جميع الدول الصناعية والتي سبقتنا بمراحل تمنح العاملين فيها إجازة يومين ولم يتأثر الإنتاج سلبيا بها، بل إن إنتاجها تضاعف. ويقترح الدكتور خان على المصانع والجهات التي تدعي أنه لا يمكنها وقف الإنتاج لمنح العاملين فيها إجازة، تدوير الإجازة، مضيفا أن هناك العديد من الحلول التي يعلمها جيدا مديرو الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات. ويطالب خان أصحاب الأعمال عدم النظر بنظرة ضيقة تقتصر على مصالحهم الشخصية بل يجب أن تكون نظرتهم شمولية تراعي مصالح الوطن بشكل عام، مشيرا إلى أن تقليص ساعات العمل سيحقق زيادة في التوظيف الذي تسعى له الدولة، ما يعني زيادة في الدخل، وبالتالي زيادة في الإنفاق يستفيد منه أصحاب الأعمال في الدرجة الأولى.