عبرت أم دياب عن حزنها لفقد أربعة من أطفالها اختناقا بدخان حريق تسبب به أحد أجهزة التكييف بالمنزل، وذهبت ضحيته إلى جانب أبنائها الاربعة، ثلاثة من اشقائهم من زوجة أخرى، فقالت «شعرت السبت الماضي بضيق في صدري وكتمة شديدة وعصبية خارجة عن إرادتي فأخبرت زوجي بذلك فطلب مني أن أخرج معه حتى أغير جو المنزل، وخرجت معه وخرجت شقيقتي التي تشاطرني المنزل قبلي بساعة، وكانت أم زوجي تجلس في المنزل معنا وعندما طلبنا منها أن تذهب معنا رفضت وقالت اذهبا أنتما واتركاني مع الأطفال»، وأضافت «بعد خروجي من المنزل بنصف ساعة جاءني اتصال يخبرونني فيه أن منزلنا احترق فأسرعت إلى المنزل ووجدت النيران تخرج منه ووجدت ابني خارج المنزل رغم أنني طلبت منه عدم الخروج في غيابي ولكن خروجه أنقذ اثنين من أطفالنا من الموت»، وتوقفت الأم عن الكلام ثم عاودت حديثها قائلة «أحمد الله أن أبنائي الأربعة الذين توفوا اختناقا لم تصبهم النيران في أجسادهم فمنظرهم لا يوحي أنهم موتى أبدا بل كأنهم نائمون بكل براءة»، وبينت أن ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات ترقد في العناية المركزة في حالة خطيرة جدا، مشيرة إلى أن بقية أفراد العائلة تم إنقاذهم، وقالت «قامت الجدة بعد أن رأت الدخان الكثيف الذي اكتسح كل شبر في المنزل بأخذ الأبناء الذين كانوا مستيقظين إلى إحدى الغرف الآمنة في المنزل والتي لم يصلها الدخان بالشكل الخانق»، وتضيف أن المنزل الذي يعيشون فيه قديم ولا يوجد به مكان تهوية حتى يتنفس سكانه الهواء من الخارج، حيث كان الحريق بسيطا وتسبب الدخان في موت الأطفال السبعة. من جهتها قالت الجدة، والدة الأم، «يفصل بيني وبين منزل ابنتي شجرة، وعند ما رأيت الدخان أسرعت ووصلت الموقع ووجدت الدخان قد ملأ أرجاء المكان، ذهلت من هول المنظر وأصابني الهلع والخوف وحزنت على وفاة أحفادي الذين كانوا أغلى علي من أبنائي وبناتي». وقال دياب، الطفل الشجاع ذو العشر السنوات وشقيق الأطفال الأربعة المتوفين، «لقد خرجت من المنزل بعد أن خرج والداي وقام أحد أصدقائي بإخباري أن منزلنا يخرج منه الدخان فذهبت مسرعا إلى المنزل لأنقذ أفراد العائلة ورأيت الدخان الكثيف والظلام الدامس، فترددت أن أدخل لأني لن أرى أي أحد في الظلام، وأصبحت أصفق لشقيقتي وأناديها بصوت مرتفع وأتت جهتي وقمت بإخراجها هي وشقيقي، أما شقيقي الآخر البالغ من العمر سنتين فقد أتى إلي ثم ترك يدي وذهب إلى داخل المنزل فاختنق ومات». يشار إلى أن جثث الأطفال السبعة ما زالت محفوظة في ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة بينما يتلقى الأربعة الباقون العلاج، بحسب العقيد خالد الجهني المتحدث باسم الدفاع المدني بالمدينةالمنورة وحتى انتهاء إجراءات التحقيق. وكان الحريق قد شب مساء السبت الماضي في أحد البيوت الشعبية والواقع في حي العنبرية بالمدينةالمنورة وراح ضحيته سبعة أطفال بينما أصيب أربعة. وأوضح العقيد خالد الجهني المتحدث باسم الدفاع المدني بالمدينةالمنورة أن التحقيق جار في القضية لمعرفة أسبابه، مضيفا أن الحريق شب في المنزل ذي الدور الواحد مما أدى لانتشار الدخان بكثافة داخل المنزل، كما ساهم العازل الموجود داخل السقف الهانجر وجلسات الاسفنج في انتشار الدخان داخل المنزل الذي يسكنه 11 شخصا، وأسفر الحريق عن وفاة سبعة أطفال، وإصابة الأم والجدة وابن وابنة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الملك فهد، وغادرت الأم وأحد الأبناء المستشفى أمس الأول بعد تماثلهم للشفاء بينما لا تزال الجدة وطفلة منومتين تحت الملاحظة وحالتهما مستقرة.