اعتبر إعلاميون ومثقفون ورجال فكر وأدباء أن «سوق عكاظ» الذي يطلق نسخته السادسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة 24 شوال الجاري، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اعتبروه نافذة جديدة تتيح إلقاء نظرة على المستقبل في المجالات الثقافية والعلمية. الحاضر والمستقبل إلى ذلك، طالب المستشار في وزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز السبيل الأجيال أن تصنع تاريخها ولا تتكئ على أمجاد الآباء والأجداد، مشيرا إلى أن من يزور سوق عكاظ في كل عام يلحظ بونا شاسعا وتحسنا ملحوظا في الجوانب التنظيمية والتجهيزات. وزاد السبيل «إذا كان مستوى التنظيم والتغيير والتحديث على هذا المنوال، أجزم أنه بعد سنوات قليلة سيتجاوز سوق عكاظ البعدين المحلي والعربي إلى العالمية»، مستطردا «يمثل سوق عكاظ التاريخ ويمثل الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الأخير يتمثل في برنامج عكاظ المستقبل الذي تنفذه وزارة التعليم العالي». وتابع السبيل «نحن بقدر اعتزازنا بالماضي وبقدر تمسكنا بهذا التراث وأكثر من ذلك نتطلع إلى المستقبل ونستشرف آفاقه، فأبناء اليوم يجب أن ينظروا إلى الخلف قليلا وإلى الأمام كثيرا»، وأضاف «نهتم بالماضي ونتكئ عليه، ولكن علينا ألا نكون أسرى لهذا الماضي، وعلينا أن نصنع أمجادنا نحن، وعلى الأبناء والأحفاد أن يصنعوا كذلك أمجادهم، وهذه هي الرؤى المستقبلية التي يؤكد عليها سمو الأمير خالد الفيصل». قيمة مضافة من جانبه، اعتبر المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي «سوق عكاظ» إضافة مهمة للحراك الثقافي في المملكة وما وصل إليه من ازدهار. وقال الشيخي متابعا حديثه «يترجم سوق عكاظ الحركة الثقافية في المملكة، فضلا عن أنه مساحة واسعة للتعريف بدور المملكة الريادي في نشر الثقافة والاهتمام بها». أما رئيس نادي جدة الثقافي الأدبي الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي، فأوضح أن سوق عكاظ مشروع ثقافي حضاري وطني ينطلق من جذور تاريخية راسخة في الثقافة العربية، مضيفا: «ما شاهدناه في سوق عكاظ في الأعوام الماضية من معارض متنوعة وبرامج وأنشطة وتواجد كبير من قبل الزوار دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق»، متمنيا أن يثمر اهتمام المسؤولين بسوق عكاظ في تحويله إلى ملتقى عربي ووجهة سياحية يقصدها الزوار والمصطافون خلال زيارتهم للطائف بشكل خاص، والمملكة بشكل عام. مهرجان ثري ويرى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في محافظة جدة عبدالله التعزي أن سوق عكاظ أصبح ملتقى فريدا من نوعه، وأن الأنشطة المقدمة فيه سنويا تتنوع لتقدم للزائر مهرجانا ثريا في محتواه، حيث يقدم احتفالا واحتفاء بأحد شعراء المعلقات، ليؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد. سياحة ثقافية بدوره، أفاد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب أن سوق عكاظ بشكله الحالي والتطوير الذي يخطط له مستقبلا، فإنه يعد أنموذجا للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالميا من إقبال السياح، مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، لافتا إلى أن «إقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق تعطيه حضورا ورمزية كبيرة لدى زائريه».