ضرب محمد عبدالوهاب عذيق، 52عاما، مثلا في التضحية والإيثار، حين قرر التبرع بكليته لشقيقه الأصغر عبدالله، 28 عاما، رغبة منه في إنهاء معاناته مع الغسل الكلوي الذي استمر نحو عامين. وقال محمد «قررت منحه كليتي في ثاني أيام عيد الأضحى من العام الفائت، وهو تاريخ سيظل حيا وخالدا وسط عائلتنا»، مشيرا إلى أن أسرته كافة عاشت حالة من الألم حين علمت إصابة عبدالله بالفشل الكلوي، خصوصا وهي تسمع أنينه من الألم ودموعه». وأوضح أنهم كانوا لا يملكون سوى الدعاء له وحثه على الصبر وتغذيته بزاد التفاؤل والاحتساب، مؤكدا أنه قرر التبرع لشقيقه بكليته بعد أن تبين أن علاجه لن يكون إلا بزراعة كلية له. أضاف «وبعد أن أجرينا الفحوصات الطبية اللازمة قرر الأطباء بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إمكانية الزراعة بعد تطابق وتوافق الفحوصات والتحاليل»، لافتا إلى أنه خضع وشقيقه لعملية زرع كلية في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضى 1432.وتابع «وبعد انتهاء العملية صحوت على صوت شقيقي وقد قدم إلى سريري ماشيا على قدميه مقبلا رأسي ويدي وقد تساقطت من عينيه دموع الفرح شاكرا لله أولا ثم لي هذا الصنيع الذي لن ينساه مدى حياته، معبرا عن شعوره بالتحسن وتفاؤله بمستقبل أفضل»، مشيرا إلى أن شقيقه قرر إكمال نصف دينه بالزواج بعد استقرار وضعه الصحي. وأكد محمد عذيق أن التحسن الصحي الذي عاشه شقيقه انعكس بالإيجاب على الأسرة كافة في صبيا، داعيا الله أن يشفي جميع مرضى المسلمين. بدوره، ثمن المشرف على أمراض الكلى ومراكز الغسل الكلوي في صحة جازان عبدالله زميم هذه البادرة الطيبة لأبناء عذيق، مشيرا إلى أنها تحمل معاني إنسانية عظيمة حض عليها ديننا الحنيف من خلال الإيثار والعطاء والتسابق لإنقاذ الأرواح. ولفت إلى أن المنطقة بحاجة لأسخياء مثل عذيق، يبادرون إلى زرع الأمل في أجساد من أنهكم الغسل الكلوي، لاسيما وأن أعداد مرضى الفشل بالمنطقة في ازدياد مضطرد، موضحا أن التبرع بالكلى أحد الحلول النهائية لتخفيف معاناتهم.