حسنا فعلت إدارة مجموعة الإم بي سي بالمضي قدما في عرض العمل الدرامي (عمر) على الرغم من موجة الانتقادات والمعارضات التي انطلقت قبل أن يبدأ العمل والرافضة له من حيث المبدأ وهي آراء وانتقادات تستحق الاحترام طالما أن أصحابها سلكوا طرقا حضارية للتعبير عنها، لكن هذا الاحترام والتفهم لا يعني الموافقة على كل هذا التحسس المتوارث من أي جديد والنظر إليه بارتياب وتشكيك في مقاصده ومآلاته ومحاولة إيقافه قبل أن يتم التأكد في النهاية من إيجابيته وخلوه من كل التصورات السلبية المسبقة عنه. يقول أحد الأصدقاء: سيرة عمر لا تجسد في عمل درامي ومن يبحث عنها سيجدها في بطون الكتب، وحديثه رائع من حيث المبدأ ولكن ما المانع من الاطلاع على هذه السيرة عبر كل القنوات المتاحة وبما يناسب العصر ولغته ووسائله وتقديم هذه السيرة لمن يبحث ومن لا يبحث عنها.. في فترة معينة كانت هناك صورة ضبابية لدى شريحة كبيرة من الناس حول أحداث معينة يتذكرون من رموزها: حرب البسوس الزير سالم جساس كليب .. لكن الروايات تتضارب حولها والتفاصيل تذوب في بحر العموميات المتلاطم المتناقض على الرغم من كثرة الكتب التي تتناول هذه الحادثة وتفصلها وتؤصلها، لكن الراحل ممدوح عدوان وفريق العمل الذي قدم هذه الأحداث مسلسلة تلفزيونيا جعل تفاصيلها خالدة في الأذهان وغير قابلة للتحريف بأي شكل، ذلك أنها خاطبت المتلقي بلغة عصره، وهذا ما فطن إليه مع فارق المقارنة والتشبيه القائمون على مسلسل عمر من الرجال الثقات الذين راجعوا النص وأجازوه، ليطلع عليه الصغير قبل الكبير. نجح العمل من وجهة نظري بامتياز واستفاد المشاهد ولم يخسر المعارضون أبدا.