ثمن نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي بن علي اليامي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدعوة إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية الذي أقرته القمة الإسلامية الأخيرة، واصفا المشروع بأنه منطلق هام لحل إحدى أبرز أزمات الأمة الإسلامية، والمتمثلة في وضع الخلافات المذهبية على طاولة الحوار تمهيدا لإيجاد حالة من الفهم بين المذاهب الإسلامية ومنع الفرقة والتجزئة. وأضاف اليامي أن خطوة إنشاء المركز تتماشى مع نهج الملك عبدالله في حل خلافات الأمتين العربية والإسلامية، والذي بدأه بتأسيس منهج للحوار داخل المملكة من خلال مركز الأمير عبدالله للحوار الوطني، بعدها إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ليتجاوز ذلك إلى الحوار بين المذاهب الإسلامية على نطاق الأمة الاسلامية، ثم الحوار بين أتباع الأديان على مستوى العالم، بما يعمق نقاط الالتقاء بين بني البشر. واعتبر اليامي أن الدعوة إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض فكرة رائدة، بحكم أن المملكة هي نقطة التقاء المسلمين جميعهم، وهي منطلق الرسالة الإسلامية، ومصدر الإشعاع الديني، وتعبر عن الالتزام الديني والأخلاقي والإنساني للمملكة في ترسيخ قيم الوحدة والحوار والأخوة الإسلامية والتضامن، بعد أن أضنت الأمة وأتعبتها سنوات الفرقة والتجزئة والمناحرات الطائفية والعنصرية، والتي لم تأت إلا من نفوس وقلوب وعقول بعيدة كل البعد عن حضارة الإسلام وسماحته واتساع دائرته لكل المختلفين وكل الأفكار والتوجهات، وشدد على أن الأمة الإسلامية في هذا الوقت بحاجة إلى شيوع ثقافة الحوار، والتي تضم الكثير من المعاني، منها: التفاهم والتنسيق والتعارف وقبول الآخر والتواصل على أرضية النقاط المشتركة بين المسلمين، من نقاط التقاء أكثر من نقاط الفرقة والتجزئة. وأكد أن سنوات التخلف والصراعات الهامشية في الماضي أدت إلى تعمق هذه النقاط وتفشيها وانتشارها مثل انتشار النار في الهشيم، مضيفا «كلنا يعرف أن هناك أيادي خفية لا تريد الخير لأمتنا كانت وراء مثل هذه الخلافات، لذلك فلا حل ولا خيار أمامنا سوى الحوار، ولا شيء غير الحوار، شرط أن يكون جادا وواضحا، ويكون المتحاورون مخلصين لحل مشكلاتهم اليومية، من هنا جاءت المبادرة الإسلامية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتكون نواة أخرى لحوار المذاهب الاسلامية»، معتبرا أنها فكرة مكملة لطروحات عدة قام بها المخلصون طوال التاريخ الإسلامي العريق، عدا أنها أخذت الجانب الرسمي، وحظيت بإجماع المسلمين الذين لا يجتمعون على باطل بإذن الله، وتم نقلها إلى الجانب العملي دون إغفال الخطوط النظرية العامة التي هي منطلق حواراتنا. وخلص اليامي إلى القول «آن للإمة التي هي خير أمة أخرجت للناس أن تعي بأن الفرقة والخلافات لا تخدم سوى أعداء الأمة الذين يتربصون بنا الدوائر، ولن تحل هذه الخلافات إلا بوجود شخصيات مخلصة مثل خادم الحرمين الشريفين تتبنى مصالح الأمة العامة وتسعى لرعايتها».