كشفت التحقيقات التي أجريت مع مشغلي والمدير والوكيل الشرعي لمالك المنتزه الذي وقعت داخله حادثة سقوط ثلاث فتيات من لعبة «الأخطبوط» أن أربعة شبان دخلوا إلى الملاهي المخصصة للعوائل دون إذن، وحصلت مشادة كلامية فيما بينهم وقام أحدهم بتشغيل اللعبة، الأمر الذي أوقع تلك الإصابات. وكانت اللجنة المكونة على خلفية إصابات الفتيات الثلاث في ملاهي جدة، استدعت المشغلين ومدير المنتزه المناوب والوكيل الشرعي لمالك المنتزهة، للتحقيق عن ملابسات القضية. وفرضت إدارة الدفاع المدني بجدة على لسان مديرها اللواء عبدالله بن حسن جداوي، غرامة مالية قدرها 60 ألف ريال على مالك المنتزه لتسببه في إصابة الفتيات، حيث سجلت مخالفتين على الموقع منها عدم مراقبة الألعاب وإعادة التيار الكهربائي للمنتزه بعد إغلاقه. ولا يزال مستشفى خاص في جدة ومستشفى الهيئة الملكية بينبع، يتابعان علاج الفتاتين المصابتين رغد هاشم، أثير صلاح، عقب خروج المصابة الثالثة من المستشفى، بعدما تعرضت كل منهن لكسور ورضوض في الرأس والأرجل والحوض، فيما تراوحت مدة الشفاء بين 3-6 أشهر بحسب التقارير الطبية. وجدد والدا الطفلتان رغد وأثير، مطالبهما على ضرورة ملاحقة المسؤولين عن الإهمال الذي وقع. وقال صلاح الجهني، أن ابنته لا تزال تتلقى العلاج وحالتها مستقرة، ويحمدلله على هذا الابتلاء، مشيرا إلى أن مالك المنتزه لم يكلف نفسه حتى بالاتصال للاطمئنان على الفتيات المصابات، مثمنا دور التحقيقات في كشف حقائق الحادث، مؤكدا أن ابنته أصيبت بعدة كسور مختلفة وتعاني من اصابات في جميع جسدها، وتتابع علاجها حاليا. وكانت «عكاظ» التقت الطفلة رغد هشام عبده، التي تتلقى العلاج في أحد المستشفيات الخاصة، وروت تفاصيل الحادث أنه عند توجهها للعبة الأخطبوط، هي وبعض قريباتها، وبعد صعودها بدأت تدور بسرعة عالية دون تدخل من العامل المشرف عليها ما يؤكد أن بها عطلا، وأضافت أن العامل المسؤول لم يكن متواجدا حال بدأت اللعبة بالدوران. وزادت أنها حاولت مرارا الهرب إلا أن سرعة اللعبة حالت دون ذلك، وعلى إثره تلقت ضربات عدة في الرأس ما أفقدها الوعي لحين وصول طائرات الهلال الأحمر. من جهته أكد هشام عبده، والد رغد، غياب العامل وقت الحادثة وظهور إشاعة مفادها أن طفلا صغيرا قام بتشغيل اللعبة، ما نتج عنه إصابة الفتيات، متسائلا عن ضوابط واشتراطات الملاهي والمنتزهات في ظل غياب وضعف الرقابة، وبين أن علاج ابنته يحتاج لشهور حيث تعاني من إصابات في الرأس، ورضوض وكدمات في الوجه والأذن، وكسر في الأسنان وكسر في الكتف الأيمن، وتم تركيب أسياخ لشرخ في الحوض، وعليها المكوث 60 يوما دون حراك، مشيرا إلى الآثار النفسية التي لحقت بها وأسرتها من جراء الحادثة، متوعدا بملاحقة المسؤول الأول والأخير عن إصابة ابنته والفتاتين الأخريتين، منتظرا صدور التقارير الرسمية وما تكشف عنه.