تشهد المدينة التاريخية وساحة وبيت نصيف سنويا، احتفالات عيد الفطر بألوان شعبية وتراثية وبمحاضرات تثقيفية وتعليمية، حتى أصبح رمزا لتراث جدة القديمة والسياحة عالميا حسب منظمة اليونسكو، حيث يتم اختيار عدد من الفرق الشعبية سنويا للمشاركة في مهرجانات العيد في المنطقة، وتتنوع بين أداء لعبة المزمار، وزفة العريس، والخبيتي، والمجسات الحجازية إلى غيرها من الفنون. كما احتضن بيت نصيف في منطقة البلد في عيد هذا العام، فعاليات متنوعة طوال الأسبوع الماضي وبرعاية أمانة محافظة جدة، واختلفت بين الالوان الحجازية وسرد القصص التراثية المتضمنة للعادات القديمة التي كانت تمارس في جدة التاريخية، وبتفاعل ومشاركة الزوار. حيث ركزت الفعاليات على التركيز على تفاصيل القصص القديمة من أجل تعليمها للجيل الجديد، وسرد ذكريات رمضان قديما، وما تقوم به النساء استعدادا لرمضان والعيد، وملابسهن البسيطة التي كانت تعرف بمسمى «الكرتة والشلحة»، والتي تقوم كل واحدة منهن بحياكتها كما تريد، كما تطرقت لبعض العادات القديمة في ما بين الجيران وما يقوم به الجميع من نشاط في مختلف مناسباتهم الاجتماعية، وطافت بحديثها العذب متناولة الاستعداد في شعبان والتجهيز في رمضان، بجانب حديث عن ليالي العيد وحلاوة العيد والأهازيج القديمة التي كان يرددها الأطفال. وتعريف الجيل الجديد بعادات الخطوبة سابقا، والتي لم تكن فيه المرأة لتبدي رأيها فيمن خطبها ويكتفى بموافقة والدها وأعمامها وأخوالها وأجدادها الكبار وحين موافقتهم تتم إجراءات الزواج التقليدي، وعن طريقة العزيمة في الفرح في إلى جانب يوم الدبش والذي ينقل فيه عفش العروس لمنزل أهل العريس، والمغنية التي ترافقهم، وعن الرفد الذي كان يقدم حسب استطاعة الفرد وما يقدر عليه سواء كان من مال أو أقمشة أو سكر وغيرها من المعينات العينية أو المادية. وتنوعت فعاليات العيد في محافظة جدة من خلال 12 فعالية، منها الفنون الشعبية في حي السامر جنوب مطعم البرجاس وحي الامير عبدالمجيد النموذجي وحي الصفا جنوب عزيز مول والكورنيش الشمالي شمال منتزه اللاكوستا والكورنيش. وشهدت ساحات المنطقة التاريخية أهازيج الفرق الشعبية خلال فترة العيد، وقدمت هذه الفرق معايدتها للأهالي بطريقتها الخاصة بأداء بعض فنون التراث الشعبي، وذلك ضمن برنامج احتفالات أمانة المحافظة لهذا العام، وكعادة سنوية. حيث بدأت أول احتفالات الفرق من جوار ساحة بيت نصيف ،ومنها فرقة «صدى الحجاز» للفنون الشعبية والتي أدت لون المجس الحجازي وكذلك لعبة المزمار الشعبية. واللافت في احتفالات المنطقة التاريخية وبيت نصيف الحضور الجيد من قبل الزوار رغم الرطوبة العالية في النهار، والإقبال الكثيف في الفترة المسائية خلال احتفالات العيد. وتنوعت فعاليات عيد الفطر المبارك بمحافظة جدة في أربعة مواقع تم تحديدها من قبل الأمانة تمثلت في بيت نصيف وميدان البيعة ومنطقة الحمراء وأبحر الجنوبية، وبدأت الأنشطة ببيت نصيف واستمرت من الصباح إلى قبيل صلاة الظهر، فيما واصلت الفرق الشعبية عرضها عقب صلاة العصر بميدان البيعة لتعود الفرق لإحياء الحفلات ببيت نصيف، وميدان البيعة مرة أخرى، ومن ثم الانتقال إلى منطقتي كورنيش الحمراء وأبحر الجنوبية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور من مقيمين وزوار لحضور الاحتفالات. كما تم تحديد مسار يربط انتقال الفرق والجمهور من بيت نصيف إلى منطقة ميدان البيعة والعكس بحيث روعي فيه مروره بأغلب المواقع الأثرية ليتعرف الزوار على المواقع بالمنطقة التاريخية، ويقفوا عليها ليستمعوا لشرح من القائمين على بلدية جدة التاريخية عن تاريخ المواقع من خلال تزويدهم بمعلومات عن كل منها. واستمرت الفعاليات على هذا النمط في المواقع الأربعة المحددة حتى اليوم الرابع من أيام عيد الفطر، وتم اختيار هذه المواقع المفتوحة ليتمكن أكبر عدد ممكن من أهالي جدة وزوارها من الاستمتاع بأداء الفرق الشعبية. وقدمت الفرق الشعبية عدة ألوان من العروض الشعبية مثل العجل والبحري والخبيتي والمزمار، إضافة إلى العديد من المسرحيات الفكاهية والهادفة التي تقدمها الفرق الشعبية المشاركة للأطفال بين الفواصل، وتوزع فيها الهدايا والدمى والحلوى على الأطفال المشاركين بجانب تخصيص فقرات قصيرة لمشاركة الأطفال في إلقاء الأناشيد المحببة لأنفسهم. ولم تغفل الفعاليات مشاركة الجاليات، بجانب الفرق الشعبية من خلال تطوع أبناء الجاليات بعد التنسيق معهم من قبل القائمين على الاحتفالات لترتيب مواعيد مشاركاتهم حيث تم هذا العام التنسيق مع فرقتين يمنية وباكستانية للمشاركة بكافة المواقع الأربعة من خلال عروض فلكلورية وألعاب شعبية تقدمها الفرق للجمهور من أبناء جلدتها ومشاركيهم من أهالي جدة وزوارها.