يحتار الكثيرون في نوعية الهدية التي يقدمونها إلى أهلهم وأصدقائهم في أيام العيد، البعض يختار باقات الزهور التي سرعان ما تذبل مخلفة وراءها ذكرى عطرة، وآخرون يقدمون الساعات، وأجهزة الهاتف النقال الذكية، وتكون الهدية بقدر مساحة الحب في القلب. وتعد فترة الأعياد والمناسبات بمثابة فرصة مواتية للمحال التجارية المختلفة في تسويق أكبر قدر من سلعها وخدماتها لتطوي صفحة وتدشن أخرى جديدة في مشوارها العملي بعد انقضاء هذه المواسم. وشهدت الأسواق قبيل إطلالة عيد الفطر المبارك حراكا ملحوظا تجاه اقتناء السلع ذات الصلة المباشرة بالعيد كالألبسة والإكسسوارات فضلا عن أدوات التجميل، بعدما سيطر النشاط الاستهلاكي الأساسي المتمثل بالمواد الغذائية على النصيب الأكبر من مبيعات المتاجر خلال الشهر الفضيل. ويزيد الاهتمام في هذه الحالة على مستلزمات الأطفال، إذ يحرص ذووهم على إدخال الفرحة في قلوبهم من خلال كسوتهم باللباس الجديد ومرافقتهم لتلك المواقع والمرافق السياحية التي باتت تزخر بها البلاد. ويؤكد تجار أن فترة عيد الفطر شهدت نموا كبيرا في عملية البيع لمستلزمات العيد من الملابس والهدايا وأن هذه الزيادة في البيع تختلف من سلعة إلى أخرى لتصل إلى الضعف تقريبا في الملابس الجديدة المتعلقة بالأطفال والسيدات. كما يشير التجار وأصحاب المحلات إلى أن عملية البيع تنمو خلال الأيام التي تسبق الأعياد بغض النظر عما إذا كانت هناك تنزيلات للمنتج المعروض أم لا، خاصة أن عملية الإقبال على الشراء من المستهلكين تكون كبيرة للغاية بغض النظر عما إذا كانت هذه السلع عليها تخفيضات أم لا. بدوره أكد عبداللطيف محمد العبداللطيف، المدير التنفيذي بجدة لشركة الغزالي للتجارة، أن نسبة الإقبال على شراء الساعات خلال فترة العيد تصل إلى 40 في المائة تقريبا على اعتبار أنها سلعة مطلوبة للمستهلكين أنفسهم لارتداء شيء جديد في العيد وأيضا مطلوبة كهدية للأصدقاء والأهل والأقارب، ويبدأ سعر الساعات السويسرية من 500 ريال إلى ما هو أكثر من 100 ألف ريال، والمستهلك أصبح أكثر وعيا وأكثر معرفة بالماركات الأصلية العريقة ذات التاريخ العريق والمعروفه بجودتها العالية. وتابع: تزامن عيد الفطر المبارك وشهر رمضان مع فترة انتهاء الدراسة في أغلب المراحل التعليمية وبالتالي فإن النتائج التي ظهرت تستدعي من الكثيرين شراء الساعات كهدايا للنجاح بعيدا عن كونها هدايا في عيد الفطر المبارك فقط وهو ما ساعد كثيرا هذا الموسم في زيادة حجم المبيعات من هذا النوع من السلعة. القوة الشرائية إجبارية ويلاحظ من خلال هذه الجولة أن هناك اتفاقا بين الغالبية العظمى من المحلات التجارية على أن نسبة بيع ملابس الأطفال والنساء هي الأكثر رواجا قبل الأعياد وربما تزيد بنسبة الضعف وتأتي بعدها الهدايا الثمينة أمثال الساعات والعطور، وهناك أيضا سلع تتضاءل فيها عملية البيع قبل الأعياد مثلما ذكرنا فيما يتعلق بالمفروشات، ولكن في الوقت نفسه يجب التأكيد على أن المحلات التجارية الكبرى أو الصغرى بالإضافة إلى المستهلك لا ينظر بشكل كبير على إجراء التنزيلات قبل العيد على اعتبار أن القوة الشرائية قبل الأعياد تكون إجبارية.