وقف مئات من زوار كورنيش نصف القمر في الدمام مبهورين وهم يشاهدون استعراضات التطعيس في رمال الشاطئ، إذ يعتبر شاطئ نصف القمر من المواقع السياحية، التي تحظى بنصيب الأسد من السياح خلال أيام العيد، حيث بدأ تقاطر العوائل إلى تلك المنطقة مع انطلاقة اليوم الأول للعيد، وتستمر الأسر في التوافد حتى اليوم الثالث، الأمر الذي ينعش المنطقة اقتصاديا، لاسيما أنها بدأت تفرض نفسها على الخارطة السياحية منذ سنوات بصورة لافتة، الأمر الذي ساهم في بروز الاستثمارات السياحية والمطاعم وغيرها من الخدمات المختلفة، التي تتطلبها عملية تنمية المواقع السياحية. ويمثل شاطئ نصف القمر أحد المواقع السياحية، التي تحظى بنصيب وافر من الاهتمام لدى السعودية سواء بالمنطقة الشرقية أو السياح القادمين من المناطق الأخرى، حيث يبدأ التوافد عليها منذ الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يفسر الأعداد الكبيرة، التي تحتفل بطريقتها بفرحة العيد في تلك البقعة من ساحل الخليج العربي الجميل. ولعل الاهتمام الكبير الذي توليه الجهات المعنية لإبراز شاطئ نصف القمر كوجه وموقع سياحي، من خلال إقامة المشاريع الترفيهية والمواقع السكنية وتوفير كافة الخدمات على مدى السنوات الماضية، كان من أهم العوامل التي ساهمت في تطوير شاطئ نصف القمر، حيث بات اسمه يتردد على ألسنة الجميع في المنطقة الشرقية أو في المناطق القريبة، لذا تحرص نسبة كبيرة من مواطني الشرقية على قضاء جزء من إجازة عيد الفطر بالقرب من هذا الموقع السياحي. بينما أتاح المتنفس الذي توفر الكثبان الرملية القريبة من شاطئ نصف القمر الفرصة أمام الشباب المغامر لممارسة هواية صعود تلك الكثبان، لذا فإن الشباب العاشق هذه الهواية الخطرة والغريبة، يتواجد في مناسبات الأعياد في تلك الأماكن، خصوصا أن المجال مفتوح له لتفريغ تلك الشحنة في هذه البقعة من الأرض. كما أن وجود أماكن ترفيهية وألعاب مختلفة تتناسب مع رغبة الأطفال في شاطئ نصف القمر، من عوامل الجذب الدائمة في مناسبات الأعياد، وبالخصوص في عيد الفطر المبارك، الأمر الذي يدعو المستثمرين في المدن الترفيهية للاستعداد المبكر لمثل هذه الأوقات، قبل حلول العيد بفترة كافية، من أجل توفير كافة المتطلبات، التي تلبي الذوق لدى جميع الأطفال، بهدف اسعادهم أولا والحصول على صحة وافرة من عيدية الأطفال. طلال الشمري أوضح أن الجزء الأكبر من إجازة عيد الفطر تكون بالقرب من شاطئ نصف القمر، نظرا لتوفر كافة الاحتياجات الضرورية من جانب وسهولة الوصول إلى مياه البحر من جانب آخر، لذا فإنني أحرص على التواجد مبكرا قبل حلول العيد، من أجل التمكن من الحصول على سكن مناسب أو شاليه بسعر معقول، لاسيما أن جميع الشقق المفروشة القريبة من شاطئ نصف القمر، تشهد ضغطا شديدا الأمر الذي يرفع أسعارها بشكل جنوني خصوصا خلال مناسبة العيد بحيث تقفز عن المعدلات الطبيعية، بالإضافة إلى ممارسة «التطعيس» من خلال الكثبان الرملية التي يحتضنها شاطئ نصف القمر. وقال صالح العبدالله إن الشباب يجد من التواجد بالقرب من المواقع السياحية والبحرية على وجه الخصوص، فرصة للهروب من ضغط العمل والتمتع بأجواء وهواء نقي، بعيدا عن الهواء الملوث، الذي يخيم على المنطقة جراء استمرار بث المركبات للسموم بكثافة يوميا، لذا فإننا كمجموعة نحرص على التواجد في المناطق البحرية، سواء هنا أو في مناطق أخرى على طول الساحل الخليجي الكبير، في العديد من مناطق الشرقية، ونحن هنا للمرة الأولى، فقد كنا في العام الماضي في الجبيل، بمعنى أننا نحرص على التنويع وكسر حالة الروتين. أما جعفر حسين فأكد أنه برفقة عدد من الأصدقاء لا يتركون فرصة مناسبة عيد الفطر المبارك، دون التواجد في شاطئ نصف القمر، حيث يجدون أنفسهم مدفوعين بقوة، للتواجد في الموقع خلال ساعات العصر، خصوصا أن منظر ممارسة الأطفال والحركة الدائبة على طول الشاطئ من الأسر والشباب، يعطي فرحة العيد بهجة ومعنى كبير. وقال سعيد الغامدي أن التواجد الكثيف في خلال عيد الفطر المبارك خصوصا من قبل فئة الشباب، من أهم العوامل للتواجد في مثل هذه البقعة، إذ أحرص على المجيء للتمتع بمشاهدة رياضة صعود السيارات ونزولها من الكثبان الرملية والتطعيس، فهي تعطي المشاهدة متعة كبيرة، لذا فإن أعداد المشاهدين كما ترى في تزايد.