شهدت العاصمة السورية دمشق وريفها ومدينتا حلب ودرعا اشتباكات ضارية بين قوات نظام الأسد والجيش الحر، وتعرضت لقصف جوي عنيف إذ بات النظام يركز على استخدام الطائرات الحربية بعد أن فقد السيطرة على الأرض في الكثير من المواقع. وسقط 140 قتيلا في مختلف أرجاء البلاد أمس، بينما أفادت مصادر أن المسؤول السوري العسكري الذي توفي في أحد مستشفيات موسكو متأثرا بحراحه ونقل بطائرة خاصة إلى دمشق يوم الجمعة الماضي هو ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار. ونفذت قوات النظام حملة عسكرية في ريف دمشق شملت بلدتي معضمية الشام وداريا اعتقلت خلالها أكثر من 150 مواطنا. وقتل في العمليات 21 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين وعدد من الجنودالنظاميين. وشهدت أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب العاصمة وجوبر في شرقها اشتباكات ضارية. وعثر على 12 جثة مصابة بطلقات رصاص لعشرة رجال وطفلين في حي القابون. وفي حلب دارت اشتباكات مماثلة قرب مقري المحكمة العسكرية وحزب البعث في حي الجميلية القريب من وسط المدينة وفي حي سليمان الحلبي بشرقها. كما تعرضت أحياء بستان الباشا، الشعار، طريق الباب، سيف الدولة، الإذاعة، بستان القصر ومناطق في حي صلاح الدين للقصف من قبل قوات النظام. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قصفا بالطيران الحربي استهدف حي الفردوس وتسبب في تدمير قسم كبير من مدرسة الوليد بن عبد الملك. كما دارت اشتباكات في مدينة درعا إثر قصف مركز، وعنف طال قرى وبلدات في ريف المدينة لاسيما بلدة الحراك التي وقعت فيها اشتباكات عنيفة. وذكر المجلس الوطني السوري المعارض أن النظام شن لليوم الثاني هجوما وحشيا على المدينة، مستخدما الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة، وأعلن المجلس أن الحراك مدينة منكوبة، مشيرا إلى أنها تعاني كارثة إنسانية، وعثر فيها على ست جثث أعدم أصحابها ميدانيا. وفي غضون ذلك، أفادت قناة «روسيا اليوم» أن طائرة سورية أقلت من موسكو جثمان مسوؤل عسكري سوري كبير توفي في أحد مستشفيات موسكو متأثرا بجراحه مؤخرا. وذكرت مصادر أن المتوفى هو ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري الذي كان فقد ساقيه في تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق في الثامن عشر من يوليو «تموز» الماضي. لكن النظام نفى وفاة أي مسؤول عسكري سوري في العاصمة الروسية. يذكر أن ماهر الأسد يتولى قيادة الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوي المكلفة بحماية النظام والتي تقوم بدور كبير في قمع الاحتجاجات وقتل المدنيين منذ اندلاع الثورة الشعبية في مارس 2011. وذكرت مصادر صحافية أن العميد مروان الحمد رئيس قسم الوثائق والشيفرة في الفيلق الأول انشق عن النظام، لكنه لم يعلن ذلك في فيديو مصور.. وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لا يمكنها أن تستضيف أكثر من مئة ألف لاجئ سوري، مؤكدا أنه لا بد من إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.