تنطوي اليوم صفحة العيد كما انطوت من ثلاثة أيام صفحة رمضان، وتنطوي بانطواء العيد صفحة الفرح به كما انطوت بانطواء رمضان صفحة الصوم فيه، ونعود بعد هذا وذاك لصفحة العمل والعلم التي أوشكنا أن ننساها خلال العيد وأوشكنا أن نتجاهلها قبل ذلك في رمضان ناسين أو متناسين أننا بذلك عطلنا مصالح لا تعد ولا تحصى للناس وللوطن، وليس لأحد أن يكابر فينكر تدني الإنتاجية في رمضان فبين ما ينبغي أن يكون عليه أداء الصائمين من أمانة وإخلاص في العمل يتناسب مع ما هم مقبلون عليه من عبادة وبين حقيقة عملهم مسافة كبيرة تكشف واقعا يؤكد على أن بين فهمنا للعبادة والعمل على مستوى نظري وتطبيقنا لهذا الفهم مسافة غير قابلة للتجسير وفراغا يؤكد سوء فهم كثير منا لمفهوم العمل والعبادة معا. وحين نعود للعمل غدا أو بعد غد فإن علينا أن ندرك أن ثمة دينا علينا أن نوفيه، دين تجاه الناس الذين تعطلت مصالحهم والوطن الذي تأخر تنفيذ مشاريعه وأننا بحاجة إلى جهد مضاعف لتغطية ذلك كله وما لم نفعل ذلك فإننا نفرط في أمانة سوف يسألنا الله عنها ويحاسبنا عليها كما يسألنا عن صيامنا الذي صمناه وتواصلنا الاجتماعي الذي حرصنا على أن يكون سمة عيدنا هذا العام وكل عام. علينا ان ندرك أن الصيام الذي نؤمن أنه تطهير للنفس إن لم يطهرنا من أدران الغش والمحسوبية والرشوة والاعتداء على المال العام والإهمال فلن يكون الصيام المقبول مثله مثل الصلاة التي إن لم تنه صاحبها عن الفحشاء والمنكر فليست له بصلاة. إن لم نعد لأعمالنا بروح طهرها رمضان وجددها العيد، فإننا بذلك لا نكون أهلا لصوم صومنا ولا لفرح فرحناه وأنه لم يكن لنا من صومنا غير الجوع والعطش وأن فرحنا لا يتجاوز أن يكون ألعابا نارية تتوهج ثم تعود رمادا تذروه الرياح. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة