تستقبل نحو 270 قرية من قرى بني سعد في جنوبالطائف خلال أيام العيد، زخما كبيرا من الوافدين إليها من أبنائها، يقضون فيها أيام العيد ويستذكر الآباء مع أبنائهم مذاق العيد بين الماضي والحاضر، ولو أن الزمان تغير ولكن المكان يظل كما هو يحتفظ بعراقته التاريخية ويحتفظ بنكهة العيد بين مجتمع القرية. وقال ل«عكاظ» المواطن عايض العتيبي من سكان محافظة الطائف، بأن العيد في قرى بني سعد يحمل طابعا، لا يمكن أن يوصف أو يتم تفسيره، إلا في كلمات محدودة، هي التآخي والترابط والتكاتف الذي يجمع القريب بقريبه في القرية، وتجعل الأنفس صافية كالماء النقي أثناء التلاقي والمعايدة، مضيفا بأنه منذ أن يتم الفراغ من صلاة العيد، يكون هناك تبادل للزيارات بين جميع أفراد القبيلة، يتلاقون فيها بإحياء ذاكرة الماضي ومهللين بالتكبير على فرحة العيد، فيما لا تخلو موائد الصباح من الكرم والضيافة التي دائما ما تحتفظ بالهوية الوطنية البارزة في تقديم القهوة العربية وطيب العود، بالإضافة إلى السمن والعسل والتمر وقرص الخبز والحلوى، وهي ما تشتهر به قرى بني سعد. وما إن يحين وقت الظهر في الدخول، حتى يتوجه أبناء العمومة من اللحمة الواحدة بحسب الخوامس في القبيلة إلى مضيفهم في اليوم الأول، لتناول طعام الغداء والذي غالبا ما يكون طبخه في المنزل، وعلى مرأى من الأطفال والشباب الذين يكتسبون الهواية في إعداد الوليمة الدسمة، بحسب الرغبة المتفقة في اختيار صنف الطبخ، أكان من السليق، أو البخاري، أو الندي. وما إن يحل وقت العصر إلا وتبدأ الزيارات العائلية للمعايدة في هذه الفترة المسائية، وإكمال معايدة أفراد القبيلة حتى فترة العشاء، فيما تظل هذه العادة في المعايدة والتهنئة بحلول العيد مدة الثلاثة أيام، تكون على شكل متواصل، والسمة البارزة في العيد في قرى بني سعد، أن المنازل تظل مفتوحة لاستقبال ضيوفها من الصباح حتى المساء. ومن جانب الفنون والألعاب الشعبية تظل فن عرضة الزير لها حضور يفرض نفسه في المنطقة بوجود الشعراء وصفوف الشباب، بالتعبير عن مظاهر الفرح بالعيد. ويعتبر الأهالي أن المعايدة في القرى هي فرصة لكي يعلم الآباء أبناءهم للحفاظ على عادة أجدادهم، المتماشية مع الفطرة الإسلامية، بالإضافة إلى تعريفهم بمدى العلاقة التي كانت تعيشها القرى في زيادة أواصر الحب في مثل هذه المناسبات.