حملته قوافل البحث عن الرزق للهجرة من الجنوب إلى الشمال الشرقي ليغيب فيها عن مسقط الرأس وما اكتنفته جباله من هبوب شوق ونسائم حنان نصف قرن من الزمان. هاجر الشاب العشريني متوجها إلى الدمام شرقي المملكة وضرب في أرضها باحثا عن رزقه حتى استقر به الحال في قطاع حكومي قضى فيه فترة غربته. وانقطعت أخبار محمد سعد الحياني مع أول يوم وطئت فيه قدماه ثرى المنطقة الشرقية، وبعد أن طالت غيبته بدأ الحنين يشق طريقه إلى نفوس إخوته، الذين شرعوا في رحلة بحث ما أن تلبث أن تنتهي بالفشل في ظل بدائية ووهن وسائل الاتصال التي كانت تسهم في وأد عمليات البحث، إذ كانت تموت في المهد فصمت قطار البحث وغيب طلب العيش الأخ الغائب لتطول سنوات الضياع. وعقب 58 عاما تحولت دعوات الأم الملهوفة على رؤية ابنها إلى واقع، إذ في اجتماع الأشقاء بعد أن ظنوا كل الظن أنه لا تلاقيا، حيث راجع محمد الأحوال المدنية التي كشفت سجلاتها الإلكترونية أن إخوته يبحثون عنه ولتكون صدفة مكوث والدته في أحد مستشفيات الدمام الضارة التي نفعته ودلته على إخوته سريعا. من جهته أوضح شيخ شمل قبائل بني زيد يحيى سعد الحياني شقيق محمد أن قبائل محافظة رجال ألمع ستحتفل بابنها العائد في إحدى قاعات الأفراح في مدينة أبها يلتقي فيها محمد بأشقائه وأبناء عمومته.