في البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، وحرص ولاة الأمر في هذا البلد على توسعته هو والمسجد النبوي الشريف بمستوى يعتبر مفخرة العصور، ويتيح للحجاج والمعتمرين والزوار أداء مناسكهم في يسر وسهولة وهو ما سيشهده زعماء العالم الإسلامي اليوم عندما ينعقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حسبما أعلن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي قال: إن دعوة الملك لهذا المؤتمر تأتي حرصا منه على خدمة الإسلام والمسلمين ووحدتهم، خاصة في هذا الوقت الدقيق والمخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية من احتماليات التجزئة والفتنة. مشيرا إلى أن هذا الوقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى وحدة الصف والكلمة. وللتاريخ فقد راهن المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على الوحدة الإسلامية في مواجهة المشكلات وكان -رحمه الله- أول من دعا لمؤتمر إسلامي في التاريخ المعاصر، وكان ذلك في عام 1926م، عندما كانت غالبية الدول الإسلامية تحت نير الاستعمار، دعا الملك عبدالعزيز لأول اجتماع في تاريخ المسلمين للبحث في شؤونهم واقتراح طرق توحيد كلمتهم والنظر في مشكلاتهم، وقد لبت الدعوة دول ووفود إسلامية من مختلف الأقطار، توجه لهم المؤسس الملك عبدالعزيز بكلمة يذكرهم فيها بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة قائلا: «أيها المسلمون الغيَر، لعل اجتماعكم هذا، في شكله وموضوعه، أول اجتماع في تاريخ الإسلام، ونسأله تعالى أن يكون سنة حسنة، تتكرر في كل عام، عملا بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، إنكم تعلمون أنه لم يكن في العصور الماضية أدنى قيمة لما يسمى في عرف هذا العصر بالرأي العام الإسلامي، ولا بالرأي العام المحلي، بحيث يرجع إليه الحكام للتشاور فيما يجب من الإصلاح في مهد الإسلام، ومشرق نوره الذي عم الأنام»، وإن المسلمين قد أهلكهم التفرق في المذاهب والمشارب، فأتمروا في التأليف بينهم، والتعاون على مصالحهم العامة المشتركة، وعدم جعل اختلاف المذاهب والأجناس سببا للعداوة بينهم. قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم). بهذه الشفافية تحدث المؤسس رحمه الله في مؤتمر القمة الإسلامي الأول .. وغدا نسترجع وقائع المؤتمرين الثاني والثالث بإذن الله. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة