تواصلت المعارك بين القوات النظامية السورية والمجموعات المقاتلة المعارضة من أجل السيطرة على مدينة حلب أمس السبت، بينما تجري وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة هيلاري كلينتون محادثات في تركيا المجاورة حول الوضع السوري. وأفيد أمس عن اشتباكات وقصف في بعض أحياء دمشق وريفها. وقتل أحد عشر شخصًا في أعمال عنف السبت في مناطق مختلفة من البلاد. في حلب، تستمر الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب)، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون أن الجيش السوري الحر استعاد «مواقع إستراتيجية» في الحي الذي أعلن الانسحاب منه قبل يومين. وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح صباح أمس: إن «الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع إستراتيجية في حي صلاح الدين»، من دون أن يحدد هذه المواقع. وأوضح ناشط أن معظم سكان أحياء حلب التي تتعرض للقصف نزحوا من المدينة، واتجهوا خصوصًا إلى مناطق في ريف المحافظة. وفي دمشق، أفاد ناشطون عن «اشتباكات عنيفة» وقعت في حي التضامن وإطلاق نار في حي جوبر بعد قصف ليلي على أحياء القدم ونهر عيشة والحجر الأسود ترافق مع «اشتباكات عنيفة على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي». واشتبكت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مع مقاتلي المعارضة في قلب دمشق قرب البنك المركزي أمس. وأفاد المرصد من جهته عن «أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي القابون» صباحًا. وعلى الحدود الأردنية السورية، اندلع قتال بين القوات الأردنية والسورية في منطقة حدودية بين البلدين في ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت مما يبرز المخاوف الدوليَّة بأن تشعل المعارك في سوريا صراعًا إقليميًّا أوسع نطاقًا. وذكر ناشط سوري معارض شهد القتال أن الاشتباكات الحدودية اندلعت عقب محاولة لاجئين سوريين دخول الأردن. وقال مصدر أردني: إن القوات السورية بادرت بإطلاق النار عبر الحدود وأعقب ذلك وقوع اشتباك. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى من الجانب الأردني. وذكر الناشط السوري أن عربات مدرعة شاركت في الاشتباك الذي وقع في منطقة تل شهاب-الطرة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترًا شمالي العاصمة الأردنية عمان. وأطلقت القوات الأردنية النار قرب الحدود في الماضي لمنع السوريين من إطلاق النار على اللاجئين الفارين. وعلى الصعيد السياسي، أعلنت الجامعة العربيَّة أنه سيتم عقد اجتماع طارئ اليوم الأحد، لوزراء الخارجيّة العرب في جدة قبيل عقد القمة الإسلامية الاستثنائية لدراسة التطورات التي تشهدها سوريا والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث الأممي كوفي عنان. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربيَّة السفير أحمد بن حلي: إنه من المنتظر أن يتم خلال الاجتماع -الذي يعقد برئاسة الكويت الرئيس الحالي لمجلس الجامعة- بحث من سيتم تعيينه خليفة لكوفي عنان. وبحسب دبلوماسيين في الأممالمتحدة فإن اسم وزير الخارجيّة الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي طرح لخلافة أنان في هذه المهمة. من جهتها، تعهدت وزيرة الخارجيّة الأمريكية هيلاري كلينتون أمس السبت في اسطنبول ب»تسريع نهاية إراقة الدماء ونظام الأسد» في سوريا. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في اسطنبول مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو: إنها بحثت في خطط عملانية مع الجانب التركي بغية «تسريع نهاية إراقة الدماء ونظام الأسد. هذا هو هدفنا الإستراتيجي». واعتبرت كلينتون أنه يوجد «صلات» بين حزب الله اللبناني وإيران وسوريا «تطيل عمر النظام» السوري. وأكّدت كلينتون أن الولاياتالمتحدة وتركيا ستعززان التنسيق بخصوص سوريا وأشار الاثنان إلى أن فرض مناطق حظر جوي يمكن أن يكون خيارًا متاحًا. بدوره، قال رئيس المخابرات الألمانية: إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مرحلتها الأخيرة على ما يبدو لأنّ جيشها ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة أو الذين انشقوا وانضموا للمعارضة. وقال جيرهارد شيندلر رئيس جهاز المخابرات الاتحادي: إن جيش الأسد الذي كان يبلغ قوامه يومًا ما 320 ألف جندي فقد نحو 50 ألفًا منذ بدء الانتفاضة قبل 17 شهرًا. وأضاف في مقابلة مع صحيفة دي فيلت نشرت أمس السبت أن وحدات أصغر وأكثر مرونة للمعارضة تضعف قوة الجيش بأساليب حرب العصابات. وتابع «هناك دلائل كثيرة على أن لعبة النهاية بالنسبة للنظام قد بدأت».