كشف اجتماع كبار المسؤولين للقمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة الذي بحث جدول أعمال القمة المقبلة عن ملامح مشروع البيان الختامي، إذ تكمن في تدويل القضية السورية، ووقف الاحتلال الإسرائيلي وتهويد المقدسات في فلسطين، وحفظ حقوق المسلمين الروهينجا في ميانمار، تمهيدا لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية بالدول الأعضاء بالمنظمة مساء غد، ومن ثم إلى قادة الدول الإسلامية في القمة. وأكد السفير محمد بن أحمد الطيب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة ورئيس اجتماع كبار المسؤولين للقمة المنعقد، البارحة، في قصر المؤتمرات بجدة، أن المؤتمر يأتي في وقت ازدادت فيه الخطوب، وعلت التحديات أمام الأمة الإسلامية، إذ تتصاعد معاناة الشعب الفلسطيني يوميا تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يصادر أراضيه ويهود مقدساته على مرأى من العالم. الأزمة السورية ليست شأنا داخليا وأشار السفير الطيب في خطابه باجتماع كبار المسؤولين أمس، في قصر المؤتمرات بجدة إلى المحنة التي يعيشها الشعب السوري، الذي يستغيث بأمته الإسلامية لإيقاف المذابح التي يتعرض لها من أبناء جلدته وقادة بلاده في الوقت الذي التزمت فيه الدول الأعضاء في المنظمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، إلا أن تفاقم الأوضاع الأمنية وارتفاع معدل القتلى ورفض السلطات السورية نداءات قادة الدول الإسلامية والقرارات الإقليمية العربية والدولية قاد إلى تدويل الأزمة ولم تعد داخلية. الشعب المقهور في ميانمار وتناول السفير الطيب مأساة شعب الروهينجا المسلمين في ميانمار، ووصفهم ب«الشعب المقهور» الذي تعرض لمعاناة متواصلة على مدى عقود؛ نتيجة إنكار النظام الحاكم مواطنته وتهجيره قسرا عن أراضيه، موضحا أن اجتماع مؤتمر التضامن الإسلامي سوف يناقش مشروع البيان الختامي الذي أعد بناء على ميثاق المنظمة، والبرنامج العشري، وعددا من القرارات المهمة الأخرى. دعوة المليك في الظرف العصيب ونوه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، في خطابه الذي ألقاه نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم، إلى أن الدعوة للقمة تجسد حرص خادم الحرمين الشريفين على المصالح العليا للأمة الإسلامية وتعزيز لحمتها، ووحدة صفوفها وكلمتها في ظروف صعبة واستثنائية إقليمية وعالمية، وقال «إن هذه المبادرة المباركة تبدي حكمة خادم الحرمين ونفاذ بصيرته في تدارك المسائل الخطيرة التي يواجهها المسلمون هذه الأيام، ووقايتهم من شرور الشرذمة والفتن، عن طريق التضامن الإسلامي الحق، الذي هو مطمح الجميع، ولا يختلف عليه اثنان». رجل المبادرات وألمح الأمين العام إلى أن هذه القمة الاستثنائية تندرج في سلسلة المبادرات الحميدة التي يطرحها خادم الحرمين الشريفين لتصحيح المسار وتقويم الخلل، بما يجمع الأمة على طريق الإخاء والتكافل والتضامن، موضحا أن من بين هذه المبادرات الإصلاحية القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت في مكةالمكرمة سنة 1426ه/ 2005م بدعوة كريمة من لدنه، حيث نتج عنها برنامج العمل العشري؛ الذي هو بمثابة خريطة طريق للعمل الإسلامي المشترك الذي يستهدف نهضة الأمة الإسلامية ووحدتها. وأجزل الأمين العام الشكر والامتنان للمملكة وشعبها على ما يقدمونه للمنظمة من دعم متواصل، ورعاية كريمة تمكنها من القيام بأعمالها على أفضل وجه.