من عادات سيدات المدينةالمنورة خلال شهر رمضان الكريم هي تبخير كاسات الماء والقهوة العربية بالمستكة قبل أذان المغرب بقليل وما زالت هذه العادة مستمرة إلى يومنا هذا. في البداية تتحدث إيمان كردي فتقول: لقد نشأت ووجدت والدتي تقوم بتبخير كاسات الماء بالمستكة قبل أذان المغرب وكنت أساعدها في ذلك، حيث لم تكن لدينا برادات ماء في ذلك الوقت بل كانت هناك أزيار ومشارب وكانت أمي تحرص على تنظيفها يوميا وتبخيرها ووضع الماء بها ووضع ماء الكادي أو الزهر أو الورد على الماء ليعطي الماء طعما مميزا ورائعا، كما يحرص زوجي على أن تكون كاسات الماء والقهوة مبخرة. أم عبدالإله تقول: من أساسيات «مقاضي رمضان» المستكة التي تعتبر من الأمور اليومية التي أقوم بها في رمضان، تعودنا منذ الصغر على تبخير كاسات الماء والقهوة العربية لما في ذلك من طعم مميز خاصة إذا مزج مع الماء قليل من ماء الكادي ومع أننا نقوم بتبخير الكاسات طوال العام إلا أن لهذه العادة نكهة مميزة في رمضان تختلف عن باقي شهور السنة حتى إنني عندما أقوم بتبخير الكاسات في أي شهر من باقي الشهور يقول أبنائي إننا نشم رائحة رمضان من خلال الكاسات. وتؤكد الجدة أم علي أن هذه العادة موجودة منذ القدم عند أهالي الحجاز بصفة خاصة، فأهل مكةوجدةوالمدينة يشتركون في هذه العادة المتوارثة والتي تقوم بها السيدات يوميا في رمضان، والجميل أن تكون المياه المبخرة هي ماء زمزم فهنا يكون لطعمها لذة مع لذتها، والأصل في تبخير كاسات الماء أن تكون من نوع التوتوه «الإستايلستيل» لأنها تحتفظ بطعم المستكة أكثر وتحتفظ ببرودة المياه عكس كاسات الزجاج. من جهة أخرى، يتحدث خالد إسماعيل أحد العطارين فيقول: في كل عام مع بداية شهر رمضان المبارك نقوم ببيع كميات كبيرة من المستكة والتي يكثر عليها الطلب في رمضان من أجل البخور الذي تقوم به سيدات المدينةالمنورة سنويا، مع العلم أن العطارين بجدة ومكة يقومون ببيع المستكة بكميات كبيرة خلال شهر رمضان من أجل حصول ربة المنزل على كاسات مبخرة قبل أذان المغرب.