في الأسبوع الماضي تحدثنا عن تبرعات عدد من أغنياء العالم بمليارت الدولارات للجمعيات الخيرية وتمويل أبحاث طبية من أجل الإنسان والعجيب أن هؤلاء تبرعوا بتلك المليارات من عند أنفسهم فلا ضغوط فرضت عليهم ذلك ولا قوانين أو أنظمة ألزمتهم بما فعلو وإنما حبا لفعل الخير وكرد لجميل للمجتمع الذي كان السبب بما وصلوا إليه من الثراء وهنا أكمل الموضوع فأقول: ولكن لكم الشكر أعني أغنياءنا من أصحاب المليارات لكم الشكر من الله أولا ومن خلقه ثانيا متى؟؟ إذا أخرجتم بعد الزكاة مثلها إضافة عليها على الأقل لأعمال الخير ولعلها ترطب أكباد الفقراء والمساكين (قال سبحانه: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفاحون)، وقال (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم)، وهنا نحب أن نذكركم أن واحدكم لن يأخذ معه في قبره ريالا واحدا وأسألوا من سبقكم من الأثرياء، حتى أكفنتهم قد تكون صدقة عليهم فهل تصدقون؟ وهناك ما هو أهم أنظروا ماذا فعل بعض الأبناء بالآباء حجروا عليهم وهم أحياء وبحالتهم المعتبرة شرعا ومنعوهم من أن يتصرفوا ولو بجزء من أموالهم ليستدركوا ما فاتهم من أفعال الخير فيزيدوا من الصدقات والإحسان إلى المحتاج قبل الممات من أموالهم التي سهروا الليالي لجمعها وقد يكونوا تعرضوا لمهالك وأخطار محدقة من أجلها فقيل لهم هيهات وقد فات الأوان كان بإمكانكم أن فعلتوا ذلك بالأمس والشيء المؤكد أن الموت أقرب إلى واحدكم من شراك نعله (حديث صحيح) والأكيد أيضا أن منكم من قد حرم لذة الطعام أو لذة الشراب أو لذة النوم بسبب أمراض الضغط أو السكر أو الأرق بسبب الحرص على جمع الأموال فمن أجل هذا أقول يا من أغناكم الله إجعلوا أموالكم ثلاثة أقسام لا بل إجعلوا إرباحكم السنوية ثلاثة أثلاث أحدهما ثلث الوصية أنفقوه يا إخوتي وأنتم على قيد الحياة ولا تكلفوا أنفسكم عناء سلموه للجمعيات الخيرية يريحوكم من صرفها ويدعوا لكم وينجزوا بها مشاريع وطنيه لبلادكم ومن أجل بناء وطنكم الذي هو سبب ما جمعتم من حطام الدنيا وأشغلكم عن نعيم الآخرة ولن أقول اتخذوا (بافيت أو جيتس أو فورد) مثالا تحتذون به ولكن أقول اتخذوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعطي من لا يخشى الفقر وأمير المؤمنين أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أسوة حسنة وقدوة واتخذوا من أولائكم الأمريكين وغيرهم عبرة ثم هل أدركتم الفرق بين الإنفاقين، أكيد نعم والحق أبلج وقبل الختام لا أنكر وجود مؤسسات خيريه تحمل أسماء ملوكا وأمراء وأثرياء وإن كانت قلة فبلادنا ومواطنينا أعنى فقراءنا بحاجة ماسة إلى مد يد العون لهم وخاصة في هذا الزمن الذي ارتفعت فيه الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية إلى جانب ظهور محتكرين لبعض من السلع لا يخافون الله في عباد الله فيكونوا سببا بارتفاع بعض السلع الغذائية والضحية الفقير والمسكين وذوي الدخل المحدود وحقيقة إنني متفائل بما سبق أن أعلنه سمو الأمير الوليد بن طلال عن تبرعه بعشرة آلاف وحدة سكنية وما أعلنه الشيخ سليمان الراجحي بأنه سينشئ جامعة مجانية للفقراء وكان قد قال أنه سينشئ جامعة البكيرية وأمثالهما متفائل بأن يكون ذلك الفعل فتحا مبينا لخدمة الوطن وأبنائه وقدوة لأمثالهم من أغنياء الوطن وخاصة في هذا الشهر الفضيل رمضان المبارك اللهم أدم علينا الأمن والأمان والصحة في الأبدان وأجعلنا ممن ينفقون ولا يمسكون وذوي أيد عليا وليست سفلى والحمد لله رب العالمين.