تابع العالم كله ما جرى ضد القوة المصرية على الحدود فى سيناء والذى راح ضحيته عدد كبير من الضباط والجنود. وقد أثار الرأى العام المصري. كما أنعش المؤامرة الإسرائيلية التى تركز بشكل أساسي على أن سيناء تقع خارج السيطرة المصرية، وأن إسرائيل لهذا السبب تتعرض للاعتداء من حين لآخر بسبب عجز مصر عن حماية سيناء من الإرهاب. وهذه المؤامرة واضحة لكل المتابعين، وهي جزء من مخطط إسرائيل التاريخى ضد سيناء. من ناحية أخرى، فإن الإعلام الإسرائيلي عقب هذه الكارثة ركز على أمرين: الأول هو تفاقم عجز مصر عن حماية سيناء مما يبرر لإسرائيل الحق فى تأمين نفسها من سيناء ضد الهجمات عليها، والأمر الثاني هو المقارنة بين عجز مصر وقوتها عن حماية أنفسهم وسرقة المهاجمين لدبابتين من الجيش المصري، وبين قدرة إسرائيل على تدمير الدبابتين المستخدمتين فى الهجوم المزعوم على أراضيها. ولم يختلف سلوك الحكومة المصرية طوال هذه المدة وسكوتها على الاستباحة الإسرائيلية لسيناء، وهو ما يغري إسرائيل بالاستمرار فى تنفيذ المؤامرة. ولاشك أن أهمية سيناء لمصر وإسرائيل تفرض على مصر الاهتمام الكافي بتعميرها وتأمينها، وألا تسمح لأي منظمات يحركها الغباء من أن تكون خطرا على أمن سيناء، ولذلك طالبنا بضرورة الإسراع فى تعمير سيناء. ومن ناحية ثالثة، فإن تحليل ما حدث وعلاقة إسرائيل به يفرض علينا أن ندخل التوقيت ونوعية العملية وكذلك مواقف إسرائيل الأخيرة وسحب رعاياها من سيناء فى الاعتبار عند إجراء هذا التحليل. وفى كل حال فإن مصر بحاجة إلى تأمين سيناء. وإذا كانت إسرائيل صادقة حقا فيما تقول من أن الإرهاب فى سيناء يهدد أمنها فإن الإرهاب فى سيناء يهدد أمن مصر أولا. ومعنى ذلك أن هناك مصلحة مشتركة بين مصر وإسرائيل فى مراجعة معاهدة السلام لأن مصر تتعرض بسبب هذه الحالة لهذا الخطر، وفى هذه الحالة يحق لمصر أن تتخذ نوعين من الإجراءات، الأول هو اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية لضرب المؤامرة فى سيناء دون أن تلتفت إلى الترتيبات الأمنية فى المعاهدة، والثانى هو تحميل إسرائيل المسؤولية عن كل الجرائم التى ارتكبت فى سيناء القديمة والمستجدة وفضح مخططها دوليا . وأخيرا نود أن نحذر من محاولات الوقيعة بين مصر وغزة ونأمل أن يتم التنسيق الأمني بين الطرفين على طول الحدود كما نرحب بالإجراءات الأمنية التى اتخذتها حكومة غزة وخاصة إغلاق الأنفاق.