تطالعنا الصحف باستمرار بأخبار المحتسبين والمعترضين على أي موضوع خاص بالمرأة، لا للعمل، لا للرياضة، لا للسفر للدراسة، لا للمشاركة المجتمعية، لا لاستخدام الانترنت، ولا للجوالات، لا للمشاركة في الشورى، ولا للمجلس البلدي. سمعت مرة فتوى بتحريم جلوس المرأة على الكرسي. والمرأة السعودية ليست موضوعا للمساومة ففي كتب التاريخ والأثر وكما شاهدنا في مسلسل عمر نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا النساء لمبايعته، نساء المهاجرين ثم الأنصار بايعنه، وسميت «بيعة النساء» نظرا لأهمية دورهن في بناء المجتمع الاسلامي، وبموجب هذه البيعة أصبحت المرأة ملتزمة بتطبيق الشريعة، ويقابل هذا الالتزام كيفية وموضوعية استحقاقهن لكل الحقوق التي سينزل بها الوحي لصالحهن وهي حقوق شكلت ثورة لم تعرفها البشرية من قبل. إن هذه البيعة تمثل نموذجا للتعاقد الشامل دينيا وأخلاقيا وسياسيا واجتماعيا وهو أصل للحق في الالتزام مقابل الحصول على الحقوق، ما أعطى المرأة شخصيتها واستقلالها في أخذ القرار. إن الإمامين القرطبي والحطاب وغيرهما من المفسرين والمحدثين والفقهاء نصوا على أن البيعة تجب وجوبا عينيا على مكلف رجلا كان أو امرأة ، فالشريعة الإسلامية هي التي وفرت للمرأة كرامتها وأقرت لها أهليتها في التمتع بالحقوق والقيام بالواجبات، وأقرت لها حقوقا شرعية كانت محرومة منها وصارت تتمتع بها هبة من الله عز وجل? وأهمها الحقوق الإنسانية التي أقرتها لها الشريعة بصفتها إنسانا منذ ولادتها، وهي حق الحياة وحق المساواة وحق الكرامة، وممارسة البيعة لاشك أعظم وأشد أهمية من من الأمور الشخصية و الفردية فهذا أمر على مستوى الدولة واذا كان الله اعطى المرأة هذا الحق فلا مساومة على حقوق المرأة السعودية الأقل شأنا الأخرى وارحموا نساء هذا الوطن.