يفتقد سكان حي البخارية في العاصمة المقدسة هذا العام عمدتهم السابق موسى خان الذي انتقل إلى رحمة الله قبل سبع سنوات، مؤكدين أن الرجل الذي كان يتمتع بكاريزما لعب أدوارا حيوية في حياة الأهالي وأسهم في قضاء العديد من حوائجهم فضلا عن حرصه على زرع الألفة والحب بين السكان. وقال عبدالحميد خان والحزن يعتصره «كان العمدة موسى خان كان يهتم بتفاصيل أهالي الحي، يدعم الفقراء ويطيب نفوس الجميع، وكان يتدخل في إتمام الزواجات»، ملمحا إلى انه كان يحظى باحترام الكبار والصغار. واضاف «اقتربت من العم موسى الذي كان ينظم الحارة في رمضان ويحتوى الجميع في مركازه الذي يجتمع فيه كبار الحارة ويغسل همومهم اليومية وزحام الحياة»، موضحا أن من أبرز ما قدمه العمدة موسى رباط داخل الحارة للمساكين والفقراء ومسجد يدرس فيه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأعمال العظيمة التي تخدم جميع أهالي الحارة. وذكر أن رحيله ترك فراغا كبيرا في الحي، واختفت حلقة الوصل التي كانت تجمع سكان البخارية، داعيا بالرحمة والمغفرة للعمدة موسى خان. إلى ذلك، أفاد حبيب البخاري أنه عاش أيام طفولته وزواجه في حارة البخاريين بأجياد المصافي بمكةالمكرمة، ملمحا إلى أنه لا ينسى العمدة موسى رحمه الله الذي كان يشجعهم على حفظ كتاب لله بالمسجد ويزرع في قلوبهم الألفة، ويوزع عليهم في رمضان حلويات وهدايا. بين أن العمدة موسى كان يحرص على أن يشيع مظاهر الخير والسرور بين أهالي الحي، متذكرا أنه كان يدعمهم لتزيين الحارة احتفاء بقدوم شهر رمضان. وأشار إلى أن العمدة موسى يعطف الصغار ويساعد المحتاجين، لافتا إلى أنه كان ينظم موائد الإفطار والسحور في الحي وسط أجواء روحانية وحميمية. بدوره، أوضح مسعود مكي أنه عاش أيام جميلة في حارة البخاريين، مبينا أن العمدة موسى لعب دورا حيويا في تنظيم حياة الناس في الحي، لافتا إلى أن نشاطه الخيري يزداد خلال شهر رمضان. وبين أن الألفة تسود حي البخارية، فالبيوت هناك تتبادل الاطعمة فيما بينها طيلة أيام السنة، خصوصا خلال شهر رمضان، موضحا أن العمدة موسى كان يحفز الصغار على قراءة وحفظ القرآن والأحاديث النبوية.