أرجع الحكم الدولي خليل جلال الإخفاقات التي مرت بها المنتخبات الوطنية في الأعوام الأخيرة إلى الظروف المحيطة بالرياضة السعودية عموما، مبرئا الجهاز الفني بقيادة الهولندي فرانك رايكارد من تحمله بمفرده المسؤولية عن ما تعرض له المنتخب الأول من تراجع وخروجه من قائمة المائة في التصنيف العالمي، وتناول في الحوار الرمضاني الذي أجريناه معه واقع الرياضة المحلية ومدى قدرتها على استعادة الإنجازات التي تحققت منتصف التسعينيات الميلادية، واسترجع خلاله ذكرياته الرمضانية التي قضاها بين الباحة في طفولته ومقتبل شبابه وجدة التي يقيم فيها الآن، وتطرق للحديث عن الدورات الرياضية التي تقام في الشهر الفضيل ونمط حياته خلال هذه الأيام المباركة، إضافة إلى قصة المنتحل الذي سبب له المعاناة ومجموعة من التفاصيل التي أجاب فيها عن تساؤلاتنا، وفيما يلي محصلة إجاباته: • ماذا يعني لك شهر رمضان المبارك؟ • باختصار هو العودة إلى كل شيء صحيح، النمطية السليمة التي يحثنا عليها الدين الإسلامي في رمضان هي مرتكز تبنى عليه كثير من القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة فضلا عن الروحانية وصحة الجسد والروح. • متى بدأت علاقتك بالصيام؟ • منذ أن كنت صغيرا، وكباقي الأطفال كان ذلك بالتدريج، وأذكر أن أول مرة صمت فيها كانت حتى أذان الظهر وكنت حريصا على أن أثبت لوالدي ورفاقي أنني أستطيع الصوم، وتدرجت بعد ذلك إلى أن من الله علي وأصبحت قادرا على أداء الفريضة. • لا تخلو الذاكرة من بعض الذكريات والمواقف الطريفة في الشهر الفضيل، ماذا عنك؟ • يراودني الحنين كثيرا إلى ذكريات طفولتي في رمضان، إذ كان يمثل لنا ملتقى خاصا نستمتع بكل تفاصيله، وأتذكر في مقتبل شبابي أنني ذهبت في أحد الأيام برفقة والدي لنؤدي صلاة العصر في مسجد قريب من البيت بالسيارة، على غير المعتاد، إذ كنت أذهب مشيا، وبعد فراغنا من الصلاة بقيت في المسجد أكثر من ساعة وخرجت وذهبت إلى المنزل حتى أذان المغرب وأفطرت ثم مشيت مجددا لأداء صلاة المغرب في المسجد نفسه، وقبل أن أغادر لم أجد سيارتي وانتابتني حالة من القلق وقررت أن أبلغ الشرطة بسرقتها فور عودتي من الصلاة، وبينما أنا في طريقي لدخول المسجد شاهدت سيارتي وتذكرت أنني تركتها عصرا بجوار المسجد، وأضحك هذا الموقف والدي وبقية الأصدقاء. • بماذا يختلف برنامجك اليومي في رمضان عن باقي الشهور؟ • بالنسبة لي لا يختلف كثيرا ولكن تتضاعف العبادات بصلاتي التراويح والقيام فضلا عن الصيام، ويختلف موعد النوم إلى حد ما، لكن التمارين تبقى كما هي والمواعيد ثابتة ولا يزيد عليها إلا الزيارات الخفيفة جدا. • أين موقع الدورات الرمضانية من اهتماماتك؟ • هي جزء من مهامي بصفتي رئيسا للجنة الحكام في منطقة مكةالمكرمة، إذ أحرص على حضور عدد منها وتكليف الحكام لإدارتها ومتابعتهم في تلك الدورات، وهو جزء من واجبنا الاجتماعي فضلا عن أهميتها لنا بصفتنا الرياضية. • هل سبق لك المشاركة في مثل هذه الدورات لاعبا؟ • كثيرا وأتذكر أول دورة شاركت بها وكانت دورة رمضانية بسيطة وبفرق معدودة في قريتي الصغيرة في مدينة الباحة وحققنا بطولتها، أما أول دورة شاركت فيها بفعالية بصفتي حكما كانت دورة الدكتور عبدالفتاح ناظر، يرحمه الله، وآخر دورة رمضانية حضرتها مشاهدا كانت دورة البنك الأهلي في السنة الماضية وفاز بها فريق أكاديمية نور التي يشرف عليها قائد الاتحاد محمد نور. • أي البرامج الرمضانية يستهويك في ظل ما تقدمه الفضائيات؟ • أنا لست من هواة التلفاز كثيرا في رمضان أو غيره، وليس هناك برنامج أتابعه بعينه، ولكن بعض الأحيان أكون مجبرا على متابعة ما تفرضه علي العائلة أو الأصدقاء. • من ستدعوه اليوم لتناول الإفطار معك؟ • أنا بيتي مفتوح للجميع من غير دعوة فحياكم الله جميعا. • هل لديك حساب في تويتر؟ • لا توجد لدي صلة به ولم أدخل هذا العالم بعد، لكنني أعاني هذه الأيام من شخص انتحل شخصيتي وقام بإنشاء حساب باسمي، ومن خلاله يتحايل بتغريداته على المتابعين له والرياضيين عموما، وتجده يقرر ويعترف ويعتذر ويغرد كاذبا والمزعج أن هناك من يصدقه ويتابعه للأسف وعلى هذا الشخص أن يتقي الله وأن يتذكر قدرة الله تعالى في معاقبته. • وما هو الحل برأيك للحد من مثل هذه الأساليب؟ • الحل في تشديد الرقابة والعقاب على هؤلاء من قبل الموقع أو الجهات المسؤولة وملاحقة كل المنتحلين لأن هذا قد يوقع كثيرا من الضحايا في فخ المشاحنات والإساءة. • هل تحرص على قراءة الصحف؟ • لا أحرص على شرائها والبحث عنها، ولكن لو شاهدتها أمامي أنساق إليها طواعية وأتصفحها بدقة. • خرج المنتخب السعودي من قائمة المائة في التصنيف العالمي الشهر الماضي، إلى أي مدى يتحمل رايكارد هذه المسؤولية؟ • الظروف لم تخدم المنتخب ولا الكرة السعودية عموما، وبرأيي رايكارد مدرب عالمي ولاعب سابق مميز يعي كثيرا مما يحتاجه المنتخب، وطالما أنه ما زال على رأس العمل يجب أن يدعم من الجميع للمساعدة على إعادة منتخبنا إلى جادة الإنجازات وفي مقدمة المنتخبات الآسيوية، فكل ما نحتاجه الآن أن نتغلب على أنفسنا ونثبت للجميع بأننا قادرون على العودة. • هناك من يراهن على أن جيل منتخب 94 لن يتكرر.. هل تتفق مع ذلك؟ • السعودية عرفت بإنجاب النجوم وقادرة على أن تصنع النجوم والأمجاد في كل وقت، ولن تقف الرياضة السعودية على ذلك الجيل مع تقديرنا لهم، وهذا حال عالم الكرة تمر فيه المنتخبات والفرق بأزمات ونأمل أن يعود الأخضر. • يرجع البعض هبوط مستوى المنتخب لكثرة المعسكرات والمشاركة في البطولات الهامشية؟ • المعسكرات دائما ما تزيد من انسجام الفرق وترفع مستوى الأداء ولا أعتقد بأن ذلك سبب في عدم التوفيق بأي حال من الأحوال. • كيف تقيم المشاركات الخارجية للفرق السعودية؟ • في الموسم الماضي كانت مميزة وهي دليل على أن الرياضة السعودية ما زالت حاضرة بقوة بدليل النتائج الإيجابية لمشاركات الأندية على مستوى دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي. • ماذا تتوقع أن تحقق منتخبات السعودية المشاركة في الأولمبياد؟ • نحن متفائلون إلى حد ما أن 16 لاعبا قادرون على أن يحققوا لنا فرحة من قلب لندن. • البطولة العربية هل كانت مجدية للمنتخبات المشاركة؟ • أنا مع أي تجمع رياضي طالما أنه يحقق فائدة كبيرة ولو حتى من باب الاحتكاك وتجربة العناصر.