لم يكن نفوق الناقة «ظبية» آخر أحزان المواطن مانع بن عبدالله خرصان آل زمانان، بل سبقها في نفس المصير ثلاث من ابله تهاوت مع 34 من الإبل الأخرى لأقاربه وجيرانه. وأوضح آل زمانان ل «عكاظ»، انه يعيش في حي الاثايبة الشمالي والذي بات مكباً للنفايات والمواشي النافقة، بسبب حفر «البيارات» القديمة التي تحولت إلى مصب للنفايات الطبية وتتسبب في قتل المواشي بكافة أنواعها. وأضاف آل زمانان: تشكل الحفر التي يربو عددها الآلاف، خطرا حقيقياً على سكان الحي والأحياء المجاورة، وتقدمت بشكوى لأكثر من جهة، وعندما لم أجد الاستجابة والتجاوب شرعت في إحراق الكثير من النفايات الطبية بنفسي خوفا من خطرها. من جهته، قال كل من قليل مهدي ال فروان، مسفر محمد شعيل وحسين ناصر ال فروان، ان الخطر يتهدد أسرهم ومواشيهم من الإبل والغنم، وقالوا: نعيش مأساة كبيرة جراء تلوث الهواء من النفايات الضارة وخاصة الطبية والتي تتسبب في أمراض خطيرة. «عكاظ» زارت الموقع ورصدت بالصور، الخطر المحدق بالمارة والقاطنين في حي الاثايبة نتيجة تراكم النفايات الطبية، بعد أن تحول وادي الإثابة إلى مرمى للنفايات، كما واجهت الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني الرائد علي عمير الشهراني بالحقيقة، والذي أكد وجود توجيه من المقام السامي لوزارة المياه بإغلاق الآبار الارتوازية التي تشكل خطورة على الحياة في أي موقع وعلى حساب الدولة، وأضاف: بالنسبة للبيارات فإن الدفاع المدني يرحب بأي شكوى أو بلاغ حول هذه الحفر، وسنحمل الجهة المتسببة مسؤولية إزالتها. وحول اضرار النفايات الطبية واثرها على السكان بين ل «عكاظ» الدكتور مؤيد العوض، ان ضررها كبير جدا وخاصة اذا تضمنت ادوات صحية من ابر وقفازات وانابيب، وكافة ما يستخدم في العمليات وغرف الولادة، مؤكداً على وجود مرمى خاص بالنفايات الطبية وباشراف تام من جهات رقابية ويكون بعيدا عن السكان والاودية ومصادر تواجد المياه، وخلص بالقول: «في الأجواء الحارة تتفاعل المواد الكيميائية والعضوية وتسبب غازات سامة تقتل كل من يستنشقها».